+ A
A -
نمر في الخليج، أنظمة ونخبا ومواطنين، بأزمة خانقة مزمنة! أزمة سياسية اجتماعية ثقافية تعليمية اقتصادية، وقس على ذلك! ويبدو أن مجلس التعاون مع هذه الأزمة أفل نجمه وطمس أثره! وتعرضنا نحن في قطر إلى مقاطعة ظالمة وحصار ظالم واتهامات ظالمة لا حصر لها، وحملات تشكيك إعلامية فاجرة متعددة الأشكال! شعرنا معها بالمرارة وخيبة الأمل في عودة المياه إلى مجاريها مع إخوة أشقاء وجيران! بفضل مواقع التواصل الاجتماعي للدول الشقيقة الناشطة والناشرة على كراهتنا والحريصة على إقصائنا والمحرضة على تفريخ ونشر ثقافة الإرهاب وإلصاقها بنا بحثاً عن المجد المزيف! إن عقليات بعض القيادات والحكومات الخليجية لا تزال صبيانية سلطوية استبدادية احتكارية ولسان حالها يقول: أيها الناس إن الله ملكني أموالكم ورقابكم فإن شئت قبضت وإن شئت بسطت! أو كما قال الشاعر:
ما شئت لا ما شاءت الأقدار فاحكم فأنت الواحد القهار! نهج استبدادي يسخّر الدين وعلماء الدين والإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والظروف كلها للغرض السياسي نحو التسلط وظلم أولي القربى الأخ والشقيق والجار الجنب!
إن الظلم مرتعه وخيم! تهميش الناس وقهر الحريات وتكميم الأفواه وتكسير الأقلام والضرب فوق الدماغ وزيادة المعتقلات وانتشار الفساد في المؤسسة الحاكمة والتلاعب بأموال الشعوب وبمقدرات البلد!
كل هذا يؤدي للإحباط الشعبي ورواج تجارة الكره والعنف والتضليل لشعوب المنطقة! وتوسيد المنافقين والخونة وشرار الناس يؤدي إلى انتشار الفوضى وانتشار التفاهات المؤدية إلى التهلكة والزوال!
إن سياسة القهر والتضليل الإعلامي واختزال المعرفة والحكمة والرأي السديد في شخص واحد مصيبة من مصائب العصر المعاش!
استبشرنا خيراً بمجلس التعاون الخليجي، استبشرنا خيراً بتلك اللقاءات والتبويس وحب الخشوم واللقاءات الحميمة والأغاني الوطنية والشيلات الغنائية! ولكن.. ومع أول إعصار، كل شيء يذوب ويتفتت ويتعطل! العقل يتعطل! والحكمة تتعطل! والحوار يتعطل! والتواصل يتوقف! وتحل محله اللعنات والمناكفات والاتهامات! ويحدث الانفصال ويبدأ الحصار والقطيعة بين الأشقاء! واقع صفيق! ويضيع الخليج! كأنه لا يهمنا!
إن الأزمة الراهنة لن تحل بتقديم شروط تعجيزية منفرة! لن تحل في وجود نوايا سيئة مبيتة! وممارسات إعلامية رخيصة ّوعقليات هذه مستواها! علماؤهم ومثقفوهم في حالة خوف وتخدير وشلل! كأنهم سعداء بحصار الشقيق المفروض والواقع المقدور! على قطر! أياً كانت التحليلات والرؤى حول أزمة الحصار المفروض علينا في قطر، فإني أرى فيما يحصل دلالات خطيرة ربما تشير إلى نهاية مرحلة وبداية مرحلة جديدة وخطيرة في الساحة الخليجية! والعلم عند الله!
وعلى الخير والمحبة نلتقي
بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
24/06/2017
1564