+ A
A -
كان هناك ممثلة بريطانية اسمها فانيسا ريدغريف معروفة بمواقفها المؤيدة والداعمة لقضايا الحق العربي وحاصلة على جائزة الأوسكار.. هذه الممثلة كانت تقوم بواجبها الإنساني إزاء الفلسطينيين المحاصرين والمشردين والمظلومين، ووقفت باستماتة في مواجهة الصلف الإمبريالي البريطاني الذي كان السبب في وجع الفلسطينيين والعرب ومصيرهم المؤلم اليوم، نحن في قطر محاصرون ومقاطعونا جيراننا الأشقاء!! والوضع الجديد ما عهدناه من قبل! رغم أنه لا يتماشى مع أبسط حقوق الإنسان! وولّد لدينا ضيقاً ووجعاً! قطع أرحامنا! ولا أعرف دولة فعلته في العالم إلا إسرائيل مع الفلسطينيين دون وازع أو ضمير! الفلسطينيون على الأقل وجدوا لهم فنانة حقيقية تدافع عنهم ليس بالكلام والبيانات الاستنكارية والشجب والتنديد ومعسول الكلام فقط! بل وجدوا لهم مجموعات وأفرادا وشخصيات ونماذج من أهل الفن والفكر وعلماء الدين يدافعون عنهم ويتفاعلون مع قضيتهم ويؤدون دورهم الحقيقي من منطلق قناعاتهم ومبادئهم وهو موقف يسجل لهم، وهؤلاء لم يتركوا فرصة سانحة إلا وانتهزوها لدعم الحق الفلسطيني والعربي بالرغم من الضغوطات التي مورست ضدهم والخسائر التي تكبدوها بسبب مواقفهم البطولية نتيجة الضغوط الصهيونية! فنانوهم، مثقفوهم، علماؤهم على قدر من الوفاء للمبادئ والالتزام بنصرة الحق والعدل والمظلوم لذلك سادوا وبقوا، إن الله ينصر الدولة العادلة ولا ينصر الدولة الظالمة وقس على ذلك! لقد أخذت بعض القيادات الخليجية العزة بالإثم! وظنوا أن القوة والسيطرة دانت لهم في غفلة من الدهر دائمة! واعتقدوا أنهم سيخنقون قطر الكبيرة بقيادتها وشعبها الأبي إلى ما لا نهاية! حتى تركع وتخضع! ويحققوا أهدافهم وإملاءاتهم عليها رغم أنف القيادة القطرية والقطريين! وصورت لهم خيالاتهم المريضة أنهم يستطيعون أن يمارسوا قانون الغاب على قطر الخير! ولا زالوا يواصلون سياساتهم العدوانية والإعلامية الموجهة ضد قطر بمختلف الوسائل والطرق التي استنكرها المجتمع الدولي ومؤسسات المجتمع المدني في العالم! إلا أن مثقفينا وعلماءنا وفنانينا وحتى لا نعمم نقول بعض، إن بعضهم فجر وانتكس ورضي بالظلم الذي يمارس في الخليج الذي لا يضاهيه أي ظلم! وشارك فيه ومعه بتغريداته ومناصرته له! ربما نلتمس لهم العذر لأنهم يخافون الإذلال والقهر والعقوبة والسجن والاعتقالات والمشاكل المتوالية التي لوحت بها بعض الأنظمة للمتعاطفين مع قطر من مواطنيها! ورغم كل الضغوطات والفجور والفسوق فإن قطر تحوي تحت حصارها عزاً وتحت مقاطعتها كرامة وبين شعبها وقيادتها لحمة، إن الخليج يعيش أزمة وعلى عقلاء وحكماء الخليج أن يفكروا ألف مرة للخروج من هذه الأزمة والمعضلة التي خلقتها قيادات استخفت قومها فأطاعوها! ولا أرى أي حل في وجود أمثال هذه القيادات! وأمثال هؤلاء من أدعياء الدين والإعلام والثقافة والفكر ومشايخ الخوف وانحيازهم للظلم والطغيان عشاق الدولار والدينار والريال وكأنهم سعداء بالوضع المقدور!
تحية للفنانة البريطانية فانيسا ريد غريف على مبادئها ومواقفها ونهجها المقدر والمحترم ونسأل الله أن يلهم ربعنا ومشايخنا وإعلاميينا ومفكرينا ومثقفينا ومغردينا ومطربينا ومطرباتنا من المحيط إلى الخليج لينهجوا نهجها في نصرة الحق والعدل والمظلوم.
وعلى الخير والمحبة نلتقي

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
19/06/2017
1770