+ A
A -
• يختلف على العامة من الناس ما يحدث في قطر وما تتعرض له من قطع العلاقات من قبل بعض الدول الشقيقة والجارة للأسف..، هل هو حصار اقتصادي بمعنى الحبس والمنع والتضييق والمقاطعة والإكراه لقطر للركوع والخضوع لإملاءاتهم!!..
• بوصف الحصار أداة من الأدوات التي يمكن للدول أن تلجأ إلى استخدامها في مواجهة بعضها في علاقات متبادلة، ودون النظر لمشروعيته من حيث الوسيلة والغاية، فإن الحصار يرتبط بوجود الحدود السياسية لدولة قطر وجيرانها وظيفيا وعضويا، فالحدود التي تحدد الدول وسيادتها تتماشى مع الوصف الذي أطلقه الجغرافي الأميركي «اسمان يومان»:(من أنها كحد السكين التي تعلق عليها نتائج الحروب ومصير السلام وحياة الشعوب أو فناؤها)
• والحصار أيا كان شكله سياسيا، اقتصاديا أو عسكريا والغرض منه إنما يتعامل مع وجود هذه الحدود السياسية كونها المجال الزماني والمكاني لتطبيقه. ويرتبط بالحدود وظائف عدة ومنها ضبط عمليات تنقل الأفراد منها وإليها ومراقبتها وهو ما سعت له تلك الدول الشقيقة تجاه قطر للأسف!،،
• تستعين الدول الجارة بالحدود في مقاطعتنا أو محاولة فرض الحصار الاقتصادي والسياسي علينا، لذا نجد ان للحدود وظائف ومهام كبيرة لذا فإن سلاح الحصار الاقتصادي أو السياسي أو العسكري له دور بالغ خاصة عند سعي دول للانتقاص من سيادة الدولة الوطنية صاحبة الحدود المحاصرة كليا أو جزئيا.
• ويعد الحصار وسيلة يستهدف من وراءه تحقيق نتائج فعلية على أرض الواقع تجاه قطر، بهذا الإجراء تتمثل في الضغط المادي والمعنوي عليها، للقيام بعمل أو الامتناع عن القيام به، كمن يطلب منا تكرار إن شاءالله طال عمرك وعلى هالخشم!!
• الحصار الاقتصادي قديم ويمكن الاستشهاد من السيرة النبوية الشريفة بالحصار الاقتصادي الذي فرضته قبائل قريش المشتركة حينما أراد زعماؤها قتل النبي صلل الله عليه وسلم.. فأمر عنه أبوطالب قومه من بني عبدالمطلب وبني هاشم أن يمنعوا عنه قريشا ويحمونه، فحاصرتهم الأخيرة حصارا مريرا في أحد شعاب مكة مدة ثلاث سنوات لا يسمحون فيه بمرور أي شيء إليهم، حتى أصاب النبي محمد صل الله عليه وسلم وأتباعه الجهد والبلاء، إلى أن قضى الله أمرا مفعولا فانتهى الحصار، وغيرها من أمثله حصار في التاريخ الحديث.
• مما سبق،، هل الغاية وما تحمله النفوس تجاه قطر يسمح لهم بممارسة أشكال القطع أو الحصار أو محاولة عزل قطر عن العالم!؟؟ هل غاياتهم تبرر لهم الوسيلة؟؟
• ما نقرأه ونسمعه ونشاهده من أشكال تصريحات على مستوى وزير خارجية شقيقة كبرى كالمملكة العربية السعودية متمثل بوزير خارجيتها تجاه قطر لأمر أقل ما يقال عنه (مخز) و(عيب)!! لا أخلاق الخليج ولا العروبة ولا الإسلام ولا الديانات الأخرى أن يأتي من يقطع العلاقات ويفرض العقوبات لمن يظهر تعاطفا مع قطر.. بالحبس والغرامات.. يأتي ليصرح أن دولته مستعدة لإرسال الأغذية والأدوية لقطر!! عيب سعادة الوزير!
• إن كانت قطر لا تزال ملتزمة إنسانيا وأخلاقيا ودينيا وسياسيا التزاما تجاه دول تضررت ومنكوبة وتقع تحت حصار غير مشروع يخالف مبادئ مجلس الأمن الدولي ومعالجته لأي نزاع أو عدوان جملة من التدابير غير العسكرية المادة (41) والعسكرية (42) من الميثاق،
•آخر جرة قلم: سياسة قطر الواضحة والصريحة والواضحة والتي يتعامل معها فوق الطاولة ووفق أوراق ومستندات ومبادئ واضحة.. أزعجت الآخر كونها سياسة منظمة وتتفق مع ما تنص عليها المواثيق الدولية وقواعد القانون الدولي والإنساني، ولكن إن يُمارس عليها أساليب أقل ما يقال عنها غير أخلاقية ولا إنسانية وبعيدة عن السياسة الحقيقة؛ لا تكون إلا من يتمنى الضرر وفشل قطر ودورها الدولي الذي أزعجهم مع كل أشكال المحاولات لمحاولة إقصاء قطر عن المشهد الدولي على كافة مستوياته الاقتصادي والسياسي والرياضي...أن نتعلم معنى الالتزام ونتعلم معنى الحوار والمواجهة والدعوة للجلوس والحوار والتفاوض ووضع النقاط على الحروف وإخماد فتيل ما لا يحمد عقابه... هي ديدن وسياسة ونهج دولة قطر وقيادتها الرشيدة..ودليل شجاعة وليس جبنا وتهربا!
الأيام وحدها الكفيلة لأن تظهر خفايا وخبايا النفوس التي يوم عن يوم نتفاجأ من كم الحقد تجاه قطر..
وغدا لناظره لقريب..

بقلم : سلوى الملا
copy short url   نسخ
15/06/2017
3617