+ A
A -
مَن كان يُصَدِّق أن الأمورَ ستَؤول يوما إلى ما آلَتْ إليه بين أبناء عالَم واحد يُقال إنه إسلامي، لكن بعضهم ترَكوا تعاليم العقيدة الإسلامية جانبا، ورَأَوا من الحكمة أن يَحتفظوا من الإسلام بقميصه لا أكثر؟!
في كل مكان وزمن لا غرابة أن تَكون الخلافات قائمة لسببٍ أو لآخَر، فحتى بين الإخوة (بل بين الأزواج) في الأسرة الواحدة يَحدث ألاَّ يَتَّفِق أحدهم مع الآخَر، لكن لِنَتَّفِقْ على أن لكل خلاف حَلاًّ، وخلافك مع الآخَر لا يَعني أن تَضَعَه موضع الْمُحاصَر، فهذا مما لا يُمكن لِمُتسرِّع أن يَسكتَ عليه فلا يَثُور ولا يَثْأَر..
الغَرْب الذي سَبقنا بمراحل لماذا لا نتعلم منه أخلاقيات الحوار وسلطة مبدإ الاحترام عوض فَتْح نافذة للتراشق بالاتهامات وتبديد ما يَليق بالشهر الفضيل من تَفَرُّغ للعبادات؟!
جرح حديث من السهل علاجه، لكن كلما غار الجرح واتسع يَصعب أن يَلتئم. بقدرة قادر قد يتصالح المتخاصمون، فما يقول حينها المعارِضون؟!
سيدُ الناس وسيدُ نَفْسِه مَن يَسعى في الخير ويَحرص على تَرطيب النفوس إيمانا بقوة الروابط التي تَجمع القلوبَ تحت سقف الأخوة التي مِن العار أن ينال منها نائل مهما كان مَكرُ ماكرٍ ولُؤْمُ لئيمٍ..
عَظَمة المسلمين في صفاء قلوبهم كأن القلب الواحدَ يقول للآخَر: أَحِبّ لنفسك ما تُحِبّ لي وأَحِبّ لي ما تُحِبّ لنفسك.. وأخلاق مُحَمَّدنا وحكمة رسول الله أَسَّسَا لمفهوم حسن الجوار والرفق بالجار.
قد يكون في قرار انضمام دولة معينة إلى حزب الدول التي رَتَّبَتْ لحرب المقاطعة دون مقدمات شيء من التهور، فما أَدْرانا بألا يَكون هذا الحصار سحابةَ صيف ستَزول مع بداية الحوار العقلاني!
فَلْنَتَصَوَّرْ بعد هذا ما يَكون موقف مَن نأى بنفسه عن محاولة الصلح لَمَّا تَعُود المياه إلى مجاريها ويَتفق مَن اختلفوا في الرأي والقضية حرصا على سيادة الود والرحمة الغائبة في شهر الرحمة؟!
الحكمة في قوله تعالى:«وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَميعاً ولاَ تَفَرَّقُوا» (سورة آل عمران، من الآية: 103). فهل الوطن العربي في حاجة إلى خراب أكثر مما هو حاصل؟! خطوات غير مدروسة النتائج قد تَعْصِف بمصير شعوب وتَفتح فَمَ الأعداء للقهقهة عاليا.. ولذلك فسياسة ضبط النفس ما يُرْجَى من الأطراف الميل إليه.
مِن اليسير أن يَتجاوز حصان الوحدة الخليجية هذه الكبوة وتُصبح من أخوات «كان».. على أمل ألا يَكون من العسير أن يَسترجع طرف ثِقتَه في الآخَر.. فلْنُنْصِتْ إلى نبض الشعوب التي قَلبُها على الخليج والوطن العربي..
نَافِذَةُ الرُّوح:
«عيون الحِكمة لا تَنام».
«كُنْ فنانا في اتخاذ قرارِكَ».
»دَعْ بين الفِعل ورَدّ الفِعل مسافةَ صمتٍ لن تَندمَ على قَطْعِها».
«التصرف المسؤول ما يَجعلك تُفَكِّر في النتائج أكثر من تفكيرك في الأسباب».
«من الجُبْن أن تَنفخ في نارٍ قد تحرقك قبل أن تحرق غيرك».
«التاريخ يُعيدُ نَفْسَه.. فهل تَتأَهَّب للمحرقة؟!».
«شَتَّانَ بين ما يُعَدُّ في الكواليس وما يُقَدَّم في العرض».
بقلم : د. سعاد درير
copy short url   نسخ
15/06/2017
2627