+ A
A -
البداية
قد أسمعت لو ناديت حيًا.. لكن لا حياة لمن تنادي
متن
ماذا كشفت لنا أزمة الخليج ومقاطعة قطر؟
هو سؤال طرحته على أصدقائي الذين ينتمون لذات الطبقة الكادحة التي أنتمي لها مع اختلاف انتماءاتنا الرياضية واهتماماتنا الثقافية،
متجاوزين أسباب المقاطعة وتداعياتها لإيماننا بأن ما في أيدي القادة يبقى بأيديهم علاوة على قانون منع التعاطف مع قطر الذي ينتهي بك بالسجن عشر سنوات رغم تأكيد المراجع العليا أن الخلاف هو سياسي ولا يتحمل الشعب القطري أي ذنب وبذات الوقت يُمنع التعاطف ولا تزال علامات التعجب حائرة!
هذا لا يهم فدائرة القرارات الغريبة المنتشرة في حياتنا لانهاية لها لكن عودة على السؤال الأول: ماذا كشفت لنا هذه الأزمة؟
كشفت لنا غباء وسذاجة إعلامنا وصحفنا وبالأخص الإعلام السعودي وسطحية إدارته للأزمة وفشله بإقناع الرأي العام بتقارير مضحكة وحمقاء حتى بتنا مادة للسخرية متفوقين على غباء الإعلام المصري بمخاطبته لشعبه.
وأصبح لدينا نسخ مكررة من توفيق عكاشة والحسيني وأديب؟
والبداية مع المعدة القطرية..
نعم عزيزي القارئ
فقد ظهر رئيس تحرير جريدة عكاظ الأستاذ جميل الذيابي على إحدى القنوات لتحليل المعدة القطرية وأنها لا تحتمل المنتجات التركية وسط ذهول المذيع من سخافة ما سمع!
رئيس تحرير صحيفة يُفترض بأنه على درجة عالية من الثقافة يسجل هذا الظهور السطحي ليجعل من نفسه نكتة يتناقلها الناس!
وسأضطر لممارسة الغباء ذاته وأطرح تساؤلي:
القطري يصطاف بتركيا وجال العالم شرقه وغربه.. فلماذا لم تتأثر معدته هنا وهناك؟
أم أن القطري مخلوق نباتي ذو معدة رقيقة لا تحتمل المشويات التركية!
ثم يأتي صحفي آخر لينشر تقريرا خطيرا عجزت الاستخبارات الأميركية عن فهمه وهو أن القطريين يتجسسون علينا من خلال «رسيفر BEIN SPORT»!
نعم يا صديقي الخبر منشور ورسمي من صحفي يُفترض أنه يقود المعركة الإعلامية!
تخيل أن محمد سعدون الكواري يستمع لكل نقاشاتنا حول أسباب تعادلات مانشستر يونايتد بالدوري وخسارة اليوفي نهائي الأبطال وأحقية رونالدو بجائزة أفضل لاعب بالعالم وهذه كارثة!
رغم أن زميلنا الصحفي «المحقق كونان» لم يُخبرنا بفائدة التجسس على نقاشاتنا الرياضية وماهو دورها بالأمن العام وسلطات البلاد وتأثيرها على أسعار النفط؟
ولأن الشيء بالشيء يذكر..
زميل ومراسل بقناة إخبارية وأثناء نقاشنا على السحور أخبرني أن صحفياً بجريدة مهمة سجلوا معه مداخلة وكان يحلل مقاطعة قطر وعدم وصول الحليب إليهم وبالتالي صعوبة شرب «الكرك» الذي اعتاده الشعب القطري مما يؤثر على حالتهم المزاجية على المدى البعيد فتكثر المشاكل الأسرية!
الزميل يقول خجلنا من أنفسنا ونحن نستمع إليه وكان التقرير مسجلا وبالتالي رأينا أفضلية عدم نشره حتى لا نصبح مسرحية غبية لا تصلح للعرض!
هذا علاوة على نشر صحفي آخر مقطعًا من ميناء الدوحة بالكويت لسفينة محملة بأغذية إيرانية فاسدة قبل عامين ونسبه لقطر..
من المعدة القطرية إلى الريسيفر وصولا للكرك مرورًا بالخضراوات
وكل هذا بيومين فقط والأيام حبلى بمزيد من الغباء والسذاجة داعيًا الله حل الأزمة عاجلًا حتى لا نسقط أكثر.
والسؤال:
هل الإعلام السعودي يراهن على غباء المتلقي؟
ألا يعلم أنه يخاطب أجيالًا سافرت وابتعثت لدول متقدمة وحضارية ولديها اطلاع واسع وثقافة عالية؟!
ثم إن ثورة العالم التكنولوجي جعلت الخبر ومصداقيته بكبسة زر فلماذا التعامل مع المتلقي وكأنه رجل كهف معزول عن العالم الخارجي ولا يرَ إلا بعينٍ واحدة!
وعودة للمربع الأول:
انتقادي للمهنية الصحفية التي كشفت لنا سذاجة وغباء القائمين على الإعلام..
والمثير للشفقة هو السقوط المدوي لعدد كبير من الصحفيين ورؤساء التحرير الذين ذكرونا بـ«الصحاف» وتصريحاته أثناء تحرير العراق.
أما السؤال برأس الصفحة فإجابته بالمقال القادم.
إضاءة:
السياسة العامة لا ينبغي لها أن تكون بأيدي العامة ولا ألسنتهم.
آخر السطر:
ودك يا فهيد اللي ما يعرف يسولف.. يلبخ

بقلم : دويع العجمي
copy short url   نسخ
14/06/2017
3529