+ A
A -
أكدت قطر منذ بداية الأزمة أن الحوار هو خيارها الاستراتيجي.
هذا الخيار حدد لاحقا طريقة تعاملها مع التبعات والتداعيات الناجمة عن هذه الأزمة، ومن ذلك عدم الانسياق وراء كل ما من شأنه تدمير العلاقات، لإيمانها العميق بأن مصير دول المنطقة واحد، ولإيمانها العميق أيضا بأن التحديات التي تواجه هذه المنطقة، لا تترك لها سوى التركيز على الحوار، والعمل على منع هدم الجسور على الرغم مما تعرضت وتتعرض له.
من هنا رأيناها تواصل تعاطيها الإيجابي للغاية مع أبناء الدول التي قاطعت وحاصرت، والموجودين في قطر للدراسة أو العمل أو الاستثمار أو العلاج أو السياحة، أو لأي سبب آخر.
كان في مقدور الدول المقاطعة والمحاصِرة أن تسحب سفراءها، أو تقطع العلاقات الدبلوماسية، دون المساس بمصالح الشعوب، كان ذلك سيعطي إشارة مهمة على وجود قدر من المسؤولية يتسق وأهداف مجلس التعاون، التي أساسها مصالح الشعوب وترابطهم.
حدث ما حدث، والسؤال الآن: كيف سيتم إصلاح ما أفسدته السياسة؟.
لا توجد وصفة معروفة سوى تلك التي دأبنا على استخدامها منذ زمن طويل: تبويس اللحى!.
حبة «البنادول» هذه لم تعد تنفع، إذ أن عوارض المرض تشي بأنه استفحل هذه المرة، وعلاجه يحتاج إلى «طب» متقدم، لن تنفع معه كؤوس الحجامة، ثمة أمور تتغير بتغير الأزمنة، وما تعرضت له قطر، سوف يستدعي إعادة نظر شاملة بالكثير من «الثوابت» التي لم يكن ليرقى إليها شك.
الكل يتمنى أن تعود المياه إلى مجاريها، فما يجمع أكثر مما يشتت ويفرق، لكن هذه المياه لن تسير كما عهدناها، لابد من خريطة، أساسها الاحترام المتبادل، لسيادة الدول واستقلالها، كما هو حال العالم بأسره.

بقلم : حسان يونس
copy short url   نسخ
14/06/2017
3921