+ A
A -
ومازلنا بعد أسبوع من الحصار والمقاطعة، نزداد ثباتاً وقوة،و إصراراً على ما رضيناه،وشاركنا فيه مسيرةً لبلادنا....و سياسة مع العالم من حولنا....لسنا ملائكة بلا أخطاء....و لا منزهين بلا شوائب،لكننا على أرض هذا العالم زرعنا ما نحصده اليوم حباً،ومساندة،وولاء من كل احرار العالم،و من كل من وقفت معهم قطر في أيام الشدة،والبلاء،و من كل من منحتهم صوتا حين سدت حناجرهم،و سلبت حقوقهم،لنفوز في رهاننا على الشعوب،ولنجد كل تلك الأصوات التي تكاتفت معنا لتقول (إلا قطر).
مسلسل الإفك والحصار على قطر مازال مستمراً،وما زالوا يريدون نصراً على ذلك في رمضان،رمضان الذي كانت فيه بدر، والقادسية،رمضان الذي كانت فيه حطين،و عين جالوت. وبإذن الله سيكون فيه نصر لقطر.... وما كان ذنبها إلا أنها اختارت أن تحارب ثقافة الاستبداد التي جردت الإنسان العربي من إنسانيته حتى لم يعد شيئاً مذكورا،وشجعت ثقافة الصدق،والحرية وما كانت قناة الجزيرة إلا إحدى ادواتها في ذلك...قطر التي اختارت أن لا تتخلى عن قضية العرب التي كانت الأولى فيما سبق (قضية فلسطين المغتصبة)،و قد ابتلعتها ذاكرة النسيان،والإهمال العربي،ولا أن تتخلى عن حراس الأقصى الذين يقفون مرابطين وحدهم هناك أمام ظلم بني صهيون حتى يتحقق ما كان حلماً يوما ما لجميع المسلمين ركعتين فيه قبل الممات كما كان يذكرنا،ويدعو دوماً شيخنا الجليل يوسف القرضاوي...حتى اعتصرت قلوبنا ألماً وتوقا لذلك، رغم كل عقود الاحتلال التي تعاقبت على فلسطين،ورغم كل ما فعله الصهاينة وتابعيهم لمحي هذا الحلم،و هذا الهدف من ضمائرنا،ورغم نجاحهم مع البعض الذي باع فلسطين العربية ليشتري ولاء إسرائيل الصهيونية من خلف حجب....انتظاراً لذلك اليوم الذي يصدحون فيه بسلام دائم في الشرق الأوسط مع دولة إسرائيل،بينما ما زالوا يعايرون قطر بأنها من طبعت مع إسرائيل رغم دعمها المتواصل لقوى المقاومة الفلسطينية الحقيقية التي كسرت غرور،وصلف الصهاينة.ووقوفها المشرف الدائم مع غزة المقاومة الصامدة رغم كل ذلك الحصار الظالم عليها.
لا نبالغ حين نقول أن قطر اليوم أصبحت خط الدفاع الأول عن ثوابت الأمة،و قيمها الأصيلة،وما استهدافها،واستهداف الجزيرة إلا لتحطيم خط الدفاع هذا. لذلك سيكون في تنازلها،وقبولها لما يريده المقاطعون خسارة عظيمة لها ما بعدها من عواقب وخيمة،و في ثباتها إفشال لمخطط لن ينتفع من خلفه إلا الصهاينة.
الوقوف مع قطر لم يعد رفاهية،أو شعارات ترفع بل هو موقف أصيل لا تصنعه إلا النفوس الحرة الأبية،والقلوب المؤمنة بالله التي لا تجمع الكذب مع الخيانة.
يقول ربنا عز وجل في حديث الإفك لا تحسبوه شراً لكم،بل هو خيرٌ لكم.ربما ستثبت الأيام القادمة بإذن الله أن الإفك الذي افتري على قطر كان خيراً لها فاستمروا على ثباتكم يا قيادات قطر،وأهلها،وراجعوا ما بينكم وبين ربكم إنما النصر من عنده.
بقلم : مها محمد
copy short url   نسخ
13/06/2017
2956