+ A
A -

إنما الأمم الأخلاق.....
وأخلاق الأمم تتكشف، عادة، في الأوقات العصيبة، تلك التي يمكن أن تفور فيها الأعصاب، وتتلف.
... والأخلاق، هي تلك التي قال عنها النبي الكريم، إنما بعث لأتمم (مكارمها).
ذلك مدخل مهم، وأنا أتحدث عن الأزمة الحالية، بين دول المقاطعة، وقطر.
قيادة خلوقة.. وشعب خلوق.
ذلك ما تكشف للعالم كله، عن قيادة قطر وشعبها، وقطر في مجابهة المؤامرة، تلك التي حيكت بليل وقرصنة، وكم هائل من الافتراءات والأكاذيب المفضوحة، والبذاءات.
المؤامرة، سبقتها شتائم مقززة، وسفيهة، من بعض الإعلام المصري الرسمي الحكومي والخاص، لكن رغم ذلك، لم تنبس قطر بكلمة واحدة سفيهة، ولا جارحة، في صحافتها وشاشاتها، ومنابر مساجدها.
«كل إناء، بما فيه ينضح»!
حتى هذا القول الشائع- والذي هو بين قوسين- لم تقل به الدوحة، تأدبا بكل تعاليم دينها وأخلاقها وكريم أعرافها، وكان يمكن لقطر أن ترد فقط بهذا القول الذي فيه معنى: «بضاعتكم ردت إليكم».. لكنها لم ترد بذلك لأنها قطر.
نعم «كل إناء بما فيه ينضح»..
... وهذه المرة، قال هذا القول الخيرون العفيفون الأطهار، في كل مكان، وهم يقارنون بين القطريين الذين يقابلون كل هذه البذاءة بالصمت الجميل، وبين البذيئين، اصحاب الألسنة التي ينبغي ان تغتسل سبع مرات، والأخيرة بالتراب!
من التراب، خلقنا، وإلى التراب نعود..
والغسول السابع بالتراب، فيه إشارة، إلى الأصل، مهما انذهل من ينذهل- في خضم كبريائه وغروره الزائف- عن حقيقة أصله.
«لا أخلاق في السياسة»
تلك جملة بائتة، شطبتها قطر شطبا، من القاموس السياسي، بالقول الكريم، والفعل: الفعل الذي هو- دون أدنى شك- من أفعال الأكرمين، أصحاب الخلق العظيم.
السياسة، إذن.. أخلاق..
وقطر التي طالما دعت إلى الربط المحكم بين السياسة والاخلاق، في كل الأوقات، ومن كافة المنابر، ها هي الآن، وهي في خضم الدفاع عن نفسها في معركة الأكاذيب المفضوحة والبذاءة والفجور، تجسد أقوالها أفعالا على الأرض، والعالم كله ينظرُ، إلى أي درك ينزلق فيه، من لا زالوا يتمسكون بمقولة «لا أخلاق في السياسة»!
«جزى الله الشدائد عنى، كل خير..»
إنها تفضح- أحيانا- أخلاق ومعادن الدول، تماما مثلما تفضح أخلاق ومعادن البشر!

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
13/06/2017
2101