+ A
A -
هناك إعلان عالمي لحقوق الحيوان صادر في أكتوبر سنة 1978، تنص مادته الأولى: ولدت جميع الحيوانات حرة ولها الحق في الحياة وامتلاك حياتها الخاصة، والمادة الثانية لكل حيوان الحق في أن يحظى بالاحترام، المادة الثالثة لا يجوز تعريض حيوان لمعاملة سيئة أو معاملة قاسية! وجل البشر في هذا العصر في بعض البلاد لا يتمتعون بالحقوق التي وردت في ميثاق حقوق الحيوان!! لدرجة أن الشريحة العظمى من المنكوبين والمسحوقين والمشردين والمهجّرين والمقموعين وكتاب الرأي والمثقفين وجل العلماء الشرفاء يتمنون أن يصبحوا حميراً ليحظوا بحرية الحمير في التنقل والمرعى وقول كلمة الحق والاستقلالية في الحركة والتعبير عن الرأي!! بدل المضايقات والتهديد والملاحقات وتكميم الأفواه والزج في غياهب السجون لو فكروا في مناصرة الحق ونصرة المظلوم!! وهذا حال بعض علماء الأمة اليوم في هذه الأزمة التي حلت بنا! ولسان حالهم كأنه يقول: لا نرى لا نسمع لا نتكلم!! ـ ويبدو والله أعلم مخافة مما قلناه آنفاً- أن المسلم البسيط المعرفة، القليل الطاعة، الذي أعجزه المرض أو ضيق الحال أو البسيط والبعيد عن الاهتمام بأمور السياسة من حوله والمشغول بهمه واستهلاكه في توفير ضروريات حياته عن هموم غيره امتعض من واقع الحال واستاء من المقاطعة التي دبرت بليل من الأشقاء على قطر الخير وهذا الحصار الظالم والعصف الإعلامي الفاجر!
هذا البسيط الحال يهوله ويفزعه ما يلقى إخوانه وجيرانه من ظلم ومن شقيق فجر واستحال قلبه حجراً!!
فقد رشده ووعيه لما يراه من ظلم! وبعض علماء الأمة صامتون كصمت القبور!! كأن الذي حل بنا في قطر من جور وظلم من اعتداء سافر فاضح وحصار ظالم من أخوة أشقاء لا يعنيهم! إن صمتكم يا مشايخنا يا من نحبهم في الله أشد وأنكى من الحصار البري والجوي والبحري المضروب علينا في قطر! أشد وأنكى من الحملات الظالمة والاتهامات الباطلة! إن ظلم المشايخ والعلماء ذوي القربى- وأكرر ذوي القربى- أشد مضاضة من وقع الحصار التعسفي والحسام المهند!
فتنة ضربت بالأمة ملاعين البشر يحركونها! وقذارات البشر يؤججونها! ومراهقون سياسيون يسوقونها بادعاءات ومزاعم لا يؤيدها أي تقرير موثق محايد من جهة محايدة، مجرد أكاذيب وافتراءات لتشويه الصورة! لديهم منهج للكذب وقلب الحقائق، استهانة بالرأي العام واحتقار لعقله واستصغاره! جل إعلام وفضائيات وصحف الأحزاب التي تآمرت على قطر تبث أخبارا وتحليلات وتقارير مفبركة كاذبة تضلل المشاهد البسيط وتجعله مغيباً! إعلام مضلل لا يساهم في بناء عقل أو مواطن صالح! لا زلنا نراهن على الشعوب الحرة والعلماء الأجلاء وندعوهم إلى النفير وقول كلمة الحق في وجه سلطان جائر، فهل تصحو ضمائر مواطني هذه الدول وعلمائها ومثقفيها؟ ويقولون للظالم أقصر.
وعلى الخير والمحبة نلتقي
بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
12/06/2017
1889