+ A
A -

أطفال الخليج براعم صغيرة تخطوا خطواتها الأولى نحو المستقبل نحو الحياة إذا أحسنا الاعتناء بهم ملؤا حياتنا بالبشر والخير والفرح، وإذا تخلينا عنهم ضاعوا وضيعونا معهم! الطفل الخليجي كالحصان الجميل الذي نراهن عليه فإذا خسر خسرنا معه! أطفال الخليج في ظل الأزمة الراهنة حالهم من حالنا، يعيشون الترقب والقلق والمحاكاة كالكبار! مكتئبون واقعون بين سندان الاختبارات ونتائجها ومستقبلهم، وبين مطرقة الخلافات البينية والحصار المفروض علينا من إخوة أشقاء بمجلس التعاون على بلادنا! القيم التي علمناهم إياها في المدارس، وبذلنا الجهد في ترسيخها في وجدانهم، وتأصيلها في نفوسهم وأذهانهم ولت وذهبت وانفرطت بسبب تناقض الواقع الموجود والمشهود مع الفرضيات والأمنيات! نشعر بتصلب المشاعر والشرايين والعواطف إزاء ما يحدث من فجور في الخصومة، وفوضى، وأقزام باعوا ذممهم من أجل الريال والدرهم والدينار والجنيه والدولار واليورو للنيل من شقيقة حبيبة اسمها دولة قطر! أقزام أكل الحقد قلوبهم وأعمى بصيرتهم راحوا يقتاتون على موائد الجار الشقيق للنيل من قطر التي تكرشوا من خيراتها وأهلها الأخيار! لقد توقف الكلام بيننا وبين أطفالنا عن القيم وفضائلها! وانكسر الحوار بيننا وبينهم! وهم يرون ويشاهدون ويسمعون بعض الفضائيات وهي تبث سمومها وأفكارها السالبة لغرس بذور الفرقة بين دول مجلس التعاون ودق إسفين بل الأسافين بين الإخوة الأشقاء بأساليب رخيصة! شيء مرعب هذا الذي يجري في الخليج! من تضخم في عبادة الذات، وعقد الغرور والأنانية، والحماقة أعيت من يداويها! لقد سقطت في هذه الأزمة قيم أخلاقية واجتماعية وأدبية وقيادات وأقنعة! وافتضحت شخصيات في كل مجال! إذاً من الطبيعي أن تنعكس الأزمة وهذا التفكك وعدم الاستقرار على براعمنا الصغيرة وأطفال مدارسنا وأولياء أمورهم! أصبح الكذب والافتراء والدجل والتلفيق والسباب والبذاءات سيدة الموقف في هذه الأزمة! ولم يعد بالإمكان أن نقدم للأطفال وللصغار أفكاراً وقيماً لأنها تتناقض جملة وتفصيلاً مع ما يسمعه ويشاهده يومياً من حصار ظالم! وبذاءات على مواقع التواصل الاجتماعي والمتلفز! الانتماء للخليج أصبح حلماً بعيد المنال في ظل الأزمة المعاشة لأننا نعيش في الوقت الحالي مأزق الانتماء! كيف ننتمي للخليج الذي تحاصرنا بعض دوله وتهددنا؟ أين المواثيق والعهود والعلاقات الأخوية! أين قطر والقطريون من حساباتكم؟ لتشهروا عليهم أقلامكم ومواقعكم وتغريداتكم للنيل من قطر قيادة وحكومة وشعباً! وأصبحنا الصبح محاصرين! ماذا ستقولون للأجيال والتاريخ وأنتم تحاصرون قطر وشعبها دون خجل ولا ذمة! إنه مأزق كبير يواجهه أطفالنا اليوم! تراجيديا- بلغة أهل الفن- بالغة التعقيد يواجهها طلابنا عمّار الأوطان الخليجية ومستقبلها! الأزمة الراهنة دمرت ما بنيناه وأوجدناه ودرّسناه من قيم (في الاتحاد قوة وفي التفرق ضعف) (وقوم تعاونوا ما ذلوا) و(يد الله مع الجماعة!) أنقذوا الخليج يا حكماء الخليج قبل أن يحترق بكل ما فيه من جمال ومال وخيرات وروضات! وبعد.. ماذا تنتظرون؟ وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وعلى الخير والمحبة نلتقي
بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
10/06/2017
1972