+ A
A -
دخل أحد اللصوص على ثري من أثرياء المسلمين في العصر العباسي ونهب الكثير من ماله ومتاعه! ثم بوقاحة غير معهودة توجه إلى هذا الثري وطلب منه تحت تهديد السلاح أن يحلف بيمين الطلاق ألا يبلغ عنه الشرطة أو أحدا من الناس! ورضخ الرجل الثري للتهديد تحت تهديد السلاح! ولكنه فكر في طريقة للقبض على هذا اللص الذي عرفه دون أن يقع يمين الطلاق! فسأل الوجيه الثري الإمام أبوحنيفة النعمان عن الوسيلة للقبض على هذا اللص الذي عرفه ولكن دون أن يقع يمين الطلاق! طلب منه الإمام أن يطلب من بعض أصحاب الثراء دعوة بعض المشكوك فيهم وأهل السوابق ومنهم هذا اللص على مأدبة! وطلب منه أن يقف عند الباب عند خروجهم ويقوم آخر بسؤاله مع خروج كل واحد من المدعوين هل هذا هو؟ ويصمت ولا يتكلم عندما يرى السارق الحقيقي، وهكذا تم القبض على اللص عندما سئل- هل هذا هو السارق-؟ ولم يتكلم، وقبض على السارق ولم يقع يمين الطلاق! الشاهد من القصة أن الإضرار بالغير سياسة تجاوزها الزمن وشريعة الغاب تكلفتها هائلة وغير مأمونة العواقب في ظل النظام العالمي الجديد والأعراف والقوانين الدولية ومنظمات حقوق الإنسان، وسياسة التهديد بالمقاطعة والحصار والطرد وعقلية الانتقام والثأر والشتم والتلميح والتلويح بالسلاح والتأزيم سياسات منفلته متفلته صبيانية تضع أصحابها في موقف حرج أمام الناس ودول العالم المتحضر! والإضرار بالدول الكبيرة والعظيمة بمواقفها ونبلها ومبادئها وبقدراتها وإمكانياتها وعلاقاتها المتنوعة والمتعددة سراب! إن التعاطف مع المظلوم المفترى عليه يفتح الباب لاصطفافات شعبية داخلية وخارجية واقليمية في مزيج بديع ولغة حميمية، إن أعظم مفتاح لأي دولة لأي قيادة لأي شخصية هو حب الناس لها لأنها تعيش بهم ولهم، وهكذا قطر في قلوب الملايين عطر يفوح شذاه، وتزداد تألقاً رغم كل التحديات، قطر ترى مالا يراه الآخرون، قطر كبيرة في مواقفها الثابتة في نصرة الأمة والحق والمظلوم، وتزداد تألقاً مع مرور الزمن، لأنها تميزت وأخلصت لأمتها العربية الإسلامية دائماً وأبداً، قطر بخير وستظل بخير إن شاء الله لأن الله معها والشرفاء معها والنخب الفريدة والفذة معها ضد محور الشر! ونفاياتهم الأخلاقية! إن الأزمات والإشكالات تحتاج التعامل معها بعقلانية وحيادية وموضوعية لا انفعالية ومغامرات ظالمة جائرة! إن القصص والأحداث والوقائع التي تمر بنا علينا أن نأخذ منها العبر اعتبروا يا أولي الأبصار وأن نستفيد من دروسها، والأزمة الراهنة التي نعيشها نسأل الله الفرج والحل لها بأسرع وقت حتى نعيش في خير وأمن وسلام، وأسأل الله في هذا الشهر الفضيل المبارك وفي هذا اليوم المبارك أن يلهم شيوخنا وقياداتنا الخليجية الرشد والحكمة للخروج من هذه الأزمة التي شهدت مواقف غير مسؤولة وغير مسبوقة! بتكثيف الجهد الخليجي والعربي والإسلامي وتحرك المجتمع الدولي نحو التهدئة والحل، إن ميراثنا- قرآننا وسنة نبينا- دعانا إلى التماسك والتعاون والتعاضد فما بالنا نتمزق ونتفرق ونتصارع ونتصادم ونحلف بيمين الطلاق وليته لا يقع!
وعلى الخير والمحبة نلتقي

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
09/06/2017
1631