+ A
A -
ارتفعت الدعوات من الدعاة والمصلين في مساجد الدولة وفي الأماكن العامة محلات وأسواق.. اللهم احفظ قطر واحمها من هذه «النكسة» التي صادفت نكسة يونيو وفي العاشر من رمضان.. وحقيقة أن شعوري كمواطن عربي عاش نكسة يونيو التي أدت إلى ما تعيشه الأمة العربية الآن، في مواجهة العدو الصهيوني بمواقف وطنية تجدها في هذه الدولة وتلك وتتخاذل دول عن اتخاذها.. كمواطن عربي عاش ذلك الحزن لا يريد أن يحزن من جديد في نكسة تصيب هذا الخليج الجميل الذي بقي بكل عاداته وتقاليده وإنسانه أيقونة الإنسانية العربية في عطائه وفتح أبوابه وتقديم كل العون للمحتاج..
ولقد شهدت بنفسي الحرص القطري على تقديم كل ما لديها للارتقاء بالإنسان الإماراتي من خلال دعم التعليم في الإمارات، ولقد كان أقرباء لي يعملون مدرسين في الإمارات ويتقاضون مرتباتهم من قطر، ويروي مؤسس التعليم النظامي في عجمان أنه حين قرر إنشاء صف خامس ابتدائي جاء إلى قطر وقابل الشيخ جاسم بن حمد وطلب منه تعيين مدرس ونص وضحك الشيخ جاسم وقال له: تطلب الإمارة ما تريد من المدرسين.. فنحن أهل وإذا ساهمنا في تعليم أبناء عجمان أو دبي فنحن نعلم أبناءنا.. وقائمة الطلبة الذين وصلوا إلى مناصب سياسية في الإمارات والذين تعلموا على حساب قطر طويلة..
نعم إنها نكسة خليجية اليوم مع هذا القرار الثلاثي الذي اتخذته السعودية والإمارات والبحرين بقطع العلاقات وإغلاق الحدود والأجواء الجوية.. لفرض حصار على المواطن القطري الذي تمتد أسرته من الدوحة إلى الرياض إلى مكة إلى جدة إلى المنامة إلى العين إلى أبو ظبي إلى دبي إلى الشارقة إلى عجمان.. فماذ سيقول المواطن القطري الذي أخوال أولاده في الطائف وماذ يقول الإماراتي الذي أخواله في الدوحة.. وماذا تقول الأم البحرينية وحرمان ابنتها القطرية من زيارتها.. إنها نكسة اجتماعية.. لم أكن أتوقعها منذ أن وطأت قدماي أرض الخليج قبل 47 عاما.. وتمنيت أن أكون خارج الكون ولا أرى هذا اليوم الذي يتنافى مع كل الأعراف بين الدول ذات المصير الواحد.. كحال مجلس التعاون الذي فرحنا لتشكيله كوحدة سياسية لما يجمعه من عادات وتقاليد وتقارب وتصاهر وتجانس وتراث، فمن هو ذاك الذي أدخل إبليس بين الأخ وأخيه ليكرر كراهية الأخ من الأخ الناجح والمحبوب والمرضي عنه، ليكرر «اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخلُ لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين»؟، أي متآمر هذا الذي أراد أن يضع الحدود بين أبناء الأسرة الواحدة والشعب الواحد؟.. إن الشعوب الخليجية أثبتت أنها كتلة واحدة كما الجرانيت وتجلى ذلك في عاصفة الصحراء وتحرير الكويت حيث اختلط الدم القطري بالسعودي بالبحريني بالإماراتي.. كما اختلط في الدفاع عن الحدود الجنوبية- للسعودية..
نكسة اجتماعية.. ليس لنا نحن المراقبين إلا الابتهال إلى الله أن يكشف الغمة ويعيد اللمة تحت السقف الواحد.. سقف التعاون الذي أردناه نواة لوحدة عربية شاملة.
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
06/06/2017
1289