+ A
A -
الصحافة المدرسية بأنواعها تلعب دوراً مهماً في الحياة المدرسية، لأنها تغرس في الطلبة روح البحث والشحذ نحو المعرفة والبحث عن الخبر، وأيضاً تزودهم بالجديد في الحياة اليومية المدرسية أو الخارجية، وتدفع الطلبة إلى المشاركة في الأحداث اليومية، وتعلمهم كيفية التعامل مع الحياة الاجتماعية والتربوية، فيصبحون على علم ودراية بالمستجدات والتطورات على كافة الصعد.
وتمكنهم من إعداد تغطيات وبرامج إعلامية متعددة ومجدية غايتها نشر الثقافة والوعي بين صفوف أقرانهم على مختلف المراحل الدراسية، لذا فإنني أرى أن الصحافة المدرسية من أهم الأنشطة المدرسية، فهي لون من ألوان الإعلام المقروء تحقق الأهداف التعليمية والتربوية من خلال نشاطها داخل المدرسة، وتُعد من الأنشطة المدرسية اللا صفية التي تحقق أهدافاً تعليمية وتربوية كثيرة، وتوفر للطلبة متعة من نوع خاص، وتؤدى في مجملها إلى ربطهم بواقعهم المدرسي ومجتمعهم من خلال ممارسة لون من ألوان الإعلام المقروء الذين يساهمون هم أنفسهم في إيجاده، هذا النشاط الحر تنفذه مدارسنا وتفعله، ويتولى الطلبة بالتعاون مع الكادر الإداري والتدريسي والإشرافي في إصداره، تحريراً، وتنسيقاً وإخراجاً، وطباعة، وتوزيعاً ويخاطب مجتمع المدرسة الطلبة بالدرجة الأولى، مع إتاحة الفرصة لهم للتعبير عن آرائهم بقدر من الاستقلالية والمسؤولية التي تنمي جوانب إبداعية وتربوية من خلال فنون الكتابة الصحفية، من العينات الفاضلة التي عايشتهم في التسعينات وأنا أمارس الإشراف على نشاط الصحافة المدرسية في المدارس التي شغلتها وأذكرهم حتى اليوم المغفور له الزميل محمد فريد مسؤول الأنشطة بإدارة التربية الاجتماعية في ذلك الوقت رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، والأستاذ الزميل حسن مهدي مسؤول الصحافة الذي غادرنا منذ زمن، الشاهد أن مدارسنا تصدر دوريات تربوية ثقافية اجتماعية بامتياز وتصلنا تباعاً، إنها عالم من التعبير والمشاركة بالكلمة والصورة والحدث تعبر عن تداعيات الحياة المدرسية التعليمية ومناشطها المختلفة، من قريب وصلتني نسخة من مجلة صفية تصدرها ابتدائية صفية بنت عبد المطلب التي تأتي على رأس الشجرة التنظيمية فيها الأستاذة القديرة هالة جاسم سالم محمد البحر المتميزة في جهدها ومبادراتها والمتوهجة في عطائها، إنها مجلة توثق صلة الطالبة بمدرستها وبيئتها ومجتمعها، فعندما تحرر الطالبة بيدها أخبار مدرستها، وتكتب في سلوكيات اجتماعية وقيم مأثورة مثل صلة الرحم، والمحافظة على البيئة والمبنى المدرسي، فإنها بذلك تعمق شعورها الاجتماعي، وتحثها على المشاركة العملية الإيجابية في تنمية جوانب الحياة في مجتمعها المدرسي الصغير والكبير، وهي بذلك تحقق الانتماء عملياً.
عندما تجري الطالبة لقاءً أو تعليقاً أو مقالاً فقد اختارت طريق الاعتماد على النفس والثقة بالذات والجرأة، وتلك مقومات الشخصية السوية التي تؤصلها صفية في بناتها،حين تشترك الطالبات في إعداد الصحيفة وإخراجها وتوزيعها عبر موقع المدرسة أو البريد، فإنهن يحاولن الإبداع، وينطلق خيالهن الابتكاري، وتلك إحدى مقاصد التربية الحديثة، ومدرسة المستقبل، التي تخرج من الجمود العقلي إلى الاستنتاج والمشاركة والتواصل، جاءت مجلة صفية في حلة جديدة مفتوحة على مدارات الأنشطة الحية التي تسهم في تنمية الطالبة، صفية مجلة تستحق الاقتناء لما تحويه من موضوعات شائقة تحاكي العقل والوجدان.
وكل عام وأنتم إلى الله أقرب.. وعلى الخير والمحبة نلتقي.
بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
05/06/2017
3547