+ A
A -
أقامت سلطات الاحتلال احتفالاتٍ مُكثفةٍ بمرور خمسين عاماً على ما يسمى «توحيد القدس»، أي إتمام عملية احتلال المدينة الكامل بشطريها الغربي والشرقي. وقد بدأت تلك الاحتفالات بكلمة لنتانياهو مليئة بلغة الديماغوجيا والتزوير، وبمفردات الخرافة الميثولوجية التي بَنَت الحركة الصهيونية ركائزها عليها، وقد أعاد فيها إنتاج الرواية الصهيونية من خلال قوله «إن القدس قبل وحدتها (احتلالها) كانت في الحضيض واليوم هي مدينة مهمة، متطورة وعصرية». وكرر في خطابه معزوفة أن «القدس كانت منذ القدم عاصمة شعب إسرائيل القومية وحدهم وليس أي شعب آخر، ولن يتم التنازل عنها أبدًا، وإن حرية العبادة فيها مصونة للجميع تحت السيادة الإسرائيلية، وإنها لن تعود لتصبح إيليا كابيتولينا، أي المستعمرة الرومانية التي شيّدت على أنقاض المدينة».
لقد دمج نتانياهو في خطابه بين الكذب والتضليل، خصوصاً فيما يتعلق بحرية العبادة، وبين العنصرية، عندما قال «إن هذه البلاد كانت شبه فارغة في القرن التاسع عشر، وكانت عاصمة قومية لليهود فقط». وخلص إلى موقفٍ سياسي بأن القدس ستبقى «موحدة»، لأنها بحسبه «محور الوعي القومي الصهيوني»، وإنه «لا أحد له الحق فيها سوى اليهود».
كلمة نتانياهو، حملت في مضمونها، المعنى الصارخ لسياسات الاحتلال تجاه هذه المدينة بعد خمسين عاماً من احتلالها الكامل، وقد ترافقت مع العديد من التصريحات «الإسرائيلية» وعلى مستوياتها المختلفة، والتي صدرت في الذكرى الـ50 لاحتلال كامل الضفة الغربية والقدس تُشير إلى رفض «إسرائيل» الاعتراف بتلك المناطق كمناطق محتلة كما يقول القانون الدولي. كما تشير لسياسات الاحتلال بإعادة إنتاج لكل الأساطير الصهيونية التقليدية المرتبطة بهذا الاحتلال وخصوصاً فيما يتعلق بمدينة القدس.
وزادت سلطات الاحتلال من ذلك، إقدام الحكومة «الإسرائيلية» على عقد جلستها الأسبوعية، بمناسبة تلك الذكرى، بالقرب من ساحة البراق بالقدس القديمة المحتلة. اجتماع الحكومة «الإسرائيلية» تحت الأرض قرب حائط البراق، يأتي بعد إعلان «إسرائيل» منذ فترة عن مشاريع ضخمة تحت ادعاء أنها مشاريع سياحية، منها تحت البلد ومنها فوق البلد، ومنها مخطط القطار الهوائي تجاه حائط البراق وجبل الزيتون، بالإضافة إلى مسار آخر لحدائق توراتية في جبل الزيتون مقابل المسجد الأقصى، وحتى محيط الأقصى في منطقة باب الأسباط سيكون حدائق يهودية، إضافة للتواصل مع منطقة سلوان.

بقلم : علي بدوان
copy short url   نسخ
02/06/2017
1755