+ A
A -
يثير الدهشة ما نقلته صحف بريطانية عن منظمة العفو الدولية التي ذكرت أن الجيش الأميركي عاجز عن تحديد مكان وجود كميات هائلة من الأسلحة والمعدات العسكرية بقيمة تتجاوز مليار دولار، تم إرسالها إلى العراق خلال السنوات الماضية، إذ أن تحذير هذه المنظمة من أن جزءا من هذه الأسلحة ربما وقع في أيدي مسلحي «داعش» أو ميليشيات اخرى يفسر بعض القوة العسكرية التي يتمتع بها الإرهاب، الذي تصله أسلحة متقدمة جدا بكميات هائلة، لمجرد ان رقابة الأميركيين على ترساناتهم ضعيفة، أو لا تتم بالطرق التي تحول دون اختراق أحزمة الحراسة وأجهزة التأمين.
ما كشفته العفو الدولية يضاف إلى حوادث سابقة تؤدي إلى النتائج ذاتها، وهي وصول أسلحة أميركية نوعية إلى ايدي جماعات ومنظمات إرهابية، اذ سبق ان اعترف الأميركيون، انهم ألقوا جوا بطريق الخطأ شحنات من الأسلحة الأميركية، لم تصل إلى الجيش السوري الحر، وفي الغالب ان داعش كان المستفيد من هذه الشحنات التي هبطت عليه من الجو، ليجد امامه أسلحة أميركية كان من الصعب جدا الحصول عليها، لا بهذه الكميات، ولا بهذه السهولة.
المشكلة الكبيرة التي تسببها هذه الأسلحة الأميركية ليست فقط في انها تضيف إلى داعش دعما عسكريا لا يتوقعه، ولكن في انها توفر فرصا لاتهام دول عربية أو غير عربية تعتمد على التسليح الأميركي لجيوشها بانها تسلح داعش وتقدم له السلاح بكميات هائلة، بينما هي بريئة براءة الذئب من دم ابن يعقوب من هذه التهمة، ولولا اعتراف الاميركيين من قبل، وما كشفته منظمة العفو الدولية مؤخرا، لصدق كثيرون هذه الاتهامات العارية عن الصحة، ومن ثم يقتضي الامر تأمين مخازن وترسانات هذه الأسلحة درءا للمنطقة من فوضى الحديد والنار والدمار التي تتفشى بالمنطقة.

بقلم : حبشي رشدي
copy short url   نسخ
29/05/2017
1427