+ A
A -
برامج المقالب التي تنتشر في شهر رمضان المبارك، وتحصل على مشاهدات عالية جداً من قبل الجمهور، الذي يتسمر أمام شاشة التليفزيون، ليشاهد المقالب التي لا يتورع أصحاب البرامج في وضع المشاهير في مواقف شديدة السخف، حيث يتم تعريضهم لأنواع مختلفة من المخاوف أو المواجهات مع الحيوانات والزج بهم في طائرة قابلة للسقوط، أو غير ذلك من الأفكار التي تتجدد في كل عام، ويبحث المنتجون عن أكثر المواقف إثارة وجذباً للجمهور، حتى يشاهدوا فنانيهم ولاعبيهم المفضلين، وهم متورطون في مواقف مثيرة وقاسية أكثر من كونها جالبة للضحك.
بقاء مثل هذه البرامج وبالذات في شهر رمضان، يعني أنها تحقق نسبة عالية من المشاهدات، وإلا لما فكر المنتجون في الوطن العربي، بإنتاج برامج مختلفة الأفكار يقوم على تقديمها عدد من النجوم، وقد شاهدت الإعلان الدعائي لأحد برامج المقالب، وتقدمها أشهر محطة فضائية عربية، ويظهر في الإعلان أحد أكبر النجوم وهو يقوم بخلع بنطاله، ويبقى بملابسه الداخلية، وقد وصل عدد مشاهداته إلى مليون مشاهدة في ساعة واحدة فقط، ولم يلق هذا الإعلان نتائج إيجابية، بل تحدث الكثيرون عنها في الإعلام ومختلف وسائل التواصل الاجتماعي، كان السؤال الأهم ترى ما الذي يدفع عدداً كبيراً من نجوم الصف الأول للمشاركة في هذه البرامج؟ هل النقود هي السبب في ظهورهم؟ أم أنهم يرغبون في رؤية أنفسهم في مواقع مختلفة، بعيداً عن الأدوار التمثيلية، ورغبتهم في أن يراهم الجمهور كما هم على طبيعتهم؟
الجواب لا أملكه أنا أو غيري، إنما بالتأكيد الفنان الشهير والمذيع الأشهر واللاعب الأكثر شهرة، هم وحدهم من يستطيعون الإجابة على تساؤلات الجمهور، فيما يتعلق بمشاركاتهم في برامج هزلية.
مثل هذه البرامج التي لا تتجاوز مدتها 15 دقيقة، تستطيع أن تسحق تاريخ الشهير، الذي عمل على صناعة مجده وتاريخه لسنوات مديدة من التعب والشقاء، تبدأ السخرية والتحقير في المشارك، ابتداء من المقدمة غير اللائقة التي يتم تقديمه بها من دون علمه طبعاً، أو من خلال تصرفاته أثناء واقعة المُزحة الثقيلة التي يتعرض لها في البرنامج، فقد شاهدنا خلال السنوات الماضية، كيف تورط عدد كبير من المشاهير المشاركين، وفقدوا أعصابهم وانهالوا بالسب والشتم بصاحب المقلب والتعدي عليه وضربه، كما شاهدنا حالات مختلفة لإغماء بعضهم، وهو ما سنراه أيضاً هذا العام من خلال البرنامج الذي يقدم الآن.
أما الفنان الشهير المثقف، صاحب الأدوار الصعبة والمؤثرة، كان مشهد ظهوره من دون بنطاله، والذي تم حذفه لاحقاً، أمراً معيباً وعلى الأخص أنه شخصية معتدة بذاتها، وشديدة الثقة بكل ما يقدمه من أفلام ومسلسلات، ولكني متأكدة أننا سنشاهد العجب العجاب في مثل هذه البرامج الساخرة، والتي تتكل على إضحاك الجمهور، من خلال وضع النجوم في مواقف لا يستهان بها، وقد صرح مقدم البرنامج مراراً وتكراراً قبل بدء المقلب، بأنهم كلهم جاؤوا للبرنامج وهم «قابضين» المعلوم أي الفلوس!

بقلم : سارة مطر
copy short url   نسخ
28/05/2017
2992