+ A
A -
شهدت العاصمة السعودية أياما حافلة هذا الأسبوع، مع وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الرياض في زيارة خارجية هي الأولى له بعد توليه مقاليد الحكم في أميركا.
ثلاث قمم على التوالي احتضنتها السعودية؛ قمة سعودية- أميركية، وثانية خليجية- أميركية، وثالثة جمعت ترامب بقادة 55 دولة عربية وإسلامية.
من البوابة السعودية سعت إدارة ترامب إلى تعريف علاقاتها مع دول الخليج العربي من جهة، ومع دول العالمين العربي والإسلامي من جهة أخرى. حتى قبل تولي ترامب السلطة بقليل، كانت الشكوك تحيط بنوايا الرئيس الجديد ونظرته تجاه العالم الإسلامي، ودول المنطقة. تصريحاته النارية أعطت الانطباع بأنه سيختار موقفا عدائيا.
لكن هذه الانطباعات لم تصمد طويلا، إذ تبين للإدارة الجديدة أنه لا يمكن تجاهل دور ووزن السعودية ودول الخليج ومن خلفهم العالم الإسلامي عند رسم السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأميركية.
كانت علاقات دول الخليج مع إدارة باراك أوباما، خاصة في ولايته الثانية تتسم بالبرود، نظرا للتباين الواضح في مقاربة الطرفين حيال قضايا المنطقة. ترامب كان يدرك ذلك ولهذا سعى لتجاوز إرث أوباما بمحاكاة هموم وأولويات دول الخليج تحديدا، وصياغة أجندة عمل مشتركة بين الطرفين عبر عنها بيان الرياض بكل وضوح.
ومن الناحية العملية استجاب ترامب تماما لكل متطلبات الشراكة، واستعاد الإرث القديم للتحالف التاريخي الذي جمع الولايات المتحدة بدول المنطقة، وحرص على توثيق هذه الشراكة بحزمة من الاتفاقيات والالتزامات السياسية والاقتصادية والأمنية.
كان لابد أولا من الاتفاق على تشخيص موحد للتهديد الإرهابي بكل أشكاله وتنويعاته المذهبية والطائفية. وقد تطلب ذلك من ترامب التخلي عن المواقف المسبقة وغير المنصفة تجاه المسلمين في العالم، وفك الارتباط بين الإسلام كدين حنيف وظاهرة الإرهاب العابرة للديانات والثقافات والشعوب.
وقد حاول في خطابه أمام قادة الدول العربية والإسلامية أن يشرح مفهومه المطور حيال هذه المسألة التي ألقت بظلالها على حملته الانتخابية وقراراته الأولية بعد توليه الرئاسة. وقد نجح إلى حد ما بالتخلص من الأوهام التي سيطرت على خطابه خلال الحملة الانتخابية.
كما استجاب بدرجة كافية للتحدي الإيراني، واتخذ نفس الموقف الذي تتبناه الدول الخليجية مما بات يعرف بالخطر الإيراني، وتعهد بصياغة سياسات تحاصر نفوذ إيران في دول المنطقة وتحد من نفوذها في عديد الساحات العربية.
المهم في الزيارة هو اعتراف إدارة ترامب بالثقل الاستراتيجي للسعودية ودول الخليج، وإدراكه لأهمية دول العالم الإسلامي في المعادلة الدولية، وإقراره بمساهمتهم في الحضارة الإنسانية، ودورهم الريادي في الاقتصاد العالمي.
بقلم : فهد الخيطان
copy short url   نسخ
26/05/2017
2665