+ A
A -
المشاعر تجاه الآباء والأمهات فياضة ومتحركة في قلوبنا، وندرك كمسلمين حرص شريعتنا وما جاءت به الآيات الكريمة بالقرآن الكريم من آيات توصي ببر الوالدين قال تعالى:«ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليَّ المصير» لقمان. وقوله تعالى «وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما* واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا» سورة الإسراء،
وما جاء من أحاديث تؤكد هذا البر والحرص على ملازمتهما وبرهما والعمل على رضاهما، والتأكيد على رعاية الأم وبرها.
مجتمعاتنا الإسلامية قائمة على مبدأ التكافل الاجتماعي الذي يكفل الرعاية لكل فرد ويحفظ له حقوقه الإنسانية والشرعية، وهذا ما يفتقد في المجتمعات الأخرى القائمة على أسس المصلحة الفردية ومن ثم المصلحة الأخرى الاجتماعية.
شريعتنا لم تنس اليتيم فقد حفظت حقوقه وكفالته وأهمية رعايته والمسح على رأسه وما له من أثر في محو الذنوب وزيادة الحسنات،
حفظ حق المرأة منذ كونها طفلة وبنتا وزوجة وأما..
حفظ حق الجار حتى أن النبي محمدا صلى الله عليه وسلم ظن أن جبريل عليه السلام سيورثه.
حفظ حق الطفل والمرأة والرجل.. والعامل وكل أفراد المجتمع.
مع ذلك لا يمنع أن نسمع ونشاهد ونقرأ قصصا عن عقوق الوالدين خاصة من أولئك ضعاف النفوس والإيمان بما يقومون به من سلوكيات تصل لأن تسقطهم من فئة البشرية والإنسانية!!
نشاهد في الغرب كبار السن يتجولون هنا وهناك برفقة كلب.. أعزكم الله.. يعيشون دون رفيق يسلي وحدتهم، غادرهم الأبناء منذ أن كانوا شبابا، لا يعودونهم إلا في مناسبات من كريسماس أو استقبال عام جديد.. يتركون وحيدين بلا إزعاج أطفال واجتماع عائلة وأبناء.. بلا احتواء ولا سؤال من أهل وصحبة وأشقاء..
نحمد الله على إسلامنا وديننا الذي يؤكد على المعاني الإنسانية والتعامل بين أفراد المجتمع صغيرا وكبيرا والتعامل مع الكائنات الحية ورعايتها ويكفينا مثلا من تعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم في مسألة الأضحية وكيفية سن السكين وكيف إراحة الأضحية وذبحها.
علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم رعاية الكائنات الحية من نبات وحيوان وكان لمن كرمه الله سبحانه وتعالى بالعقل والعاطفة الإنسانية الإنسان النصيب الأكبر في الرعاية والاهتمام.
نشاهد صورا ومشاهد كثيرة عن رحمة الحيوانات بعضها البعض. رحمة لا تكون إلا هبة من الخالق سبحانه الرحمن الرحيم عن عباده.
رحمة فاضت من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على أصحابه وعلينا.. قال تعالى: «لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم». التوبة 128.
رحمة.. قال فيها الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل خلق مائة رحمة فمنها رحمة يتراحم بها الخلق وفيها تعطف الوحوش على أولادها وأخر تسعة وتسعين إلى يوم القيامة».
رحمة الله واسعة ولا يمكن لمخلوق أن يحسبها أو يعقلها.. لكن بفضل الله وواسع رحمته يمكن لقلب المؤمن أن يؤمن بها.
آخر جرة قلم
كم من صور الرحمة نشاهدها.. وكم من رحمة قلوب تتعاطف وتتراحم وتتواصل وكم من مواقف شاهدتها وبكت لها عيني.. وكم من قصص القسوة والجبروت التي يمارسها بعض قساة البشر على الضعفاء من شيوخ وعجائز وأطفال ونساء.
عندما أشاهد تلك القسوة أدرك معنى نزع الله من قلوبهم الرحمة والإنسانية والإحساس، معنى أن تكون حساسا، تنزل دمعتك لصور ومواقف ضعف، لوجوه تعبة ولأجساد ضعيفة، ولطفولة تيتمت، يعني أنك إنسان وتشعر بغيرك ويدخر الله لك من هذه المشاعر الإنسانية في مواقف صعبة يتعرض لها الإنسان في حياته
الضعف الإنساني احتوته شريعتنا ومجتمعنا..
اللهم إني أسالك باسمك الطاهر الطيب المبارك الذي إذا استرحمت به رحمت.. أن ترحم آباءنا وأمهاتنا كما ربونا صغارا وأن تنصر الضعفاء والمقهورين والمظلومين في كل مكان..

بقلم : سلوى الملا
copy short url   نسخ
25/05/2017
3322