+ A
A -
الروتين يملأ حياتنا، بحيث كل يوم نفس الشيء من الأحد إلى الخميس، نفس وقت الاستيقاظ، نفس الطريق المؤدي للعمل، نفس الأداء والمهام في العمل، نفس الأشخاص نفس الفعل، الذي يعمل هو نفسه الذي يعمل كل يوم، والذي لا يعمل هو الذي لا يعمل طوال الأسبوع، المكروف مكروف والمهمش والمركون تتضاءل إمكاناته وتتآكل قدراته، وعمنا ومولانا المسؤول لا حس ولا نس! وربما لا يحس بهذه القدرات التي يومياً تشعر بالإحباط والتعاسة! فتتحين الفرصة للهرب والانسحاب من ساحة العمل! مخلية القرعة ترعى للمسؤول وبطانته! السقوط في الروتين القاتل سببه أفعالنا الروتينية في العمل أو غيره! وعدم حرص المسؤول على رعيته وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، هذه اللامبالاة تجلب الملل والسقم والسأم وتشعرنا بعدم الرضا! في خضم هذا التجاهل واللوية والتهميش وضغط العمل ربما تتعرض قدرات الموظف الضحية إلى التآكل! وفي عدم إشراك الموظف في العمل الجدي كزملائه، وفي عدم تكليفه بمهام واضحة بينة يعملها، وفي عدم وجود مصادر المعلومات المستجدة في ميدان تخصصه أو التدريب أو الدورات التي تصقله وتنميه وتشحذه أو الإصدارات التخصصية أو حلقات النقاش أو المؤتمرات أو الملتقيات وكل أشكال التدريب المعاصر التي تزيده استبصاراً، يبدأ يشعر الموظف هنا بما يسميه المتخصصون بالتآكل الوظيفي! هنا تكون الحاجة ماسة إلى الأخذ بيد الموظف وتوجيهه للعمل وإشراكه فيه لا تهميشه وتنفيره منه! وتكون الحاجة ماسة إلى الدورات التدريبية للمنفعة العامة لإعطاء الموظف دافعية وشحذا للعمل، وعادة تتفاوت منفعة الدورة التدريبية بحسب مستوى المحاضر فهو إما أن يكون قديراً في خبرته وعلمه وله اطلاع على التجارب بحيث يستفيد الموظف ولا يضيع وقته هباء! المحاضر الجيد يجب أن يكون كثير التجارب يتحدث عن أمور الموظف يعايشها، يفتح له آفاقاً وطرقاً ليسلكها في الحياة، يزيل حيرتك ويزيد من حصيلتك ويوسع مداركك وهذا نوع متميز من المدربين أو المحاضرين، ونحن نريد هذا النوع كثير التجارب يدعم شرحه بالإحصائيات بليغة الدلالة وينقلك إلى العوالم الأخرى بسلاسة وينقل لك من تجارب ومبتكرات وإبداعات ميدان تخصصك فتستزيد وتتعرف على تجارب الآخرين فتعود شخصاً آخر، لا نريد محاضرين أو مدربين لا يفرقون بين الدورة التدريبية أو PRESENTATION الدرس الجامعي أو المحاضرة الأكاديمية! فتأتي المعلومات مكتبية لا تمت إلى واقع المتدرب أو المتدربين بصلة! أو الإتيان بشخص محدود التجارب والقراءات فلا يكاد يمضي نصف الوقت حتى ينتشر التثاؤب وتكثر حركات الملل! جل دورات التدريب المهنية في العمل أو المؤسسات المعنية مملة لسوء اختيار المدربين والمدربات أو موضوعاتها! ـ ولكل قاعدة استثناء.ـ! بل صارت كلمة تدريب ذات دلالة مزعجة! بينما التدريب مفترق طرق في حياة الموظفين الجادين، بعضها يرتفع بالموظف الذي أخذ بالهبوط فإذا حظي بالتدريب الصح أو الصحيح أو المناسب ازداد حماساً ودافعية ورغبة وحبا للعمل، وانتصب عوده وبرزت هامته واندفعت الدماء في عروقه وتفجرت طاقاته الساخنة إلى مخه ودماغه فأحسن وأجاد وأبدع إبداعاً غير موصوف وتألق، أما تلك الدورات التي نسمع بها ويشارك بها البعض من أجل المردود المادي! أو لهوى أو حاجة في نفس يعقوبهم وهي السائدة فإنني أراها شخصياً غير مجدية ومضيعة لوقت البعض ووقت العمل!! إن مهمة اختيار الدورات التدريبية والمدربين والمحاضرين والموضوعات مهمة حساسة! ولكن رغم تحفظي أجزم أن الآثار المحمودة للدورات لا تقدر بثمن فإلى المزيد من الدورات الجادة والهادفة والمفيدة والنافعة وإلى المزيد من العلم والمعرفة.
وعلى الخير والمحبة نلتقي..

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
22/05/2017
1467