+ A
A -
ما هو سر هذا التهافت الكوري الشمالي على تجارب الصواريخ البالستية التي تستفز بها كثيرين، وبالخصوص الأميركيين والكوريين الجنوبيين واليابانيين، فبين التجربة والأخرى شهور أو أسابيع قلائل، ما يعكس إصرار بيونج يانج على تأجيج التوتر، والضغط بقدراتها الصاروخية المتنامية على الغرب، رغم أن أجهزة الرصد الأميركية والروسية تحدثت عن أن الصاروخ الأخير الذي جربته «الشمالية» لا يرقى إلى الصواريخ العابرة للقارات، والتي ستشكل تهديدا حقيقيا للولايات المتحدة الأميركية وحلفائها الآسيويين، لو أصبح هذا الصاروخ البالستي العابر للقارات في حوزة الكوريين الشماليين، ورغم ذلك فقد جاء تصريح الرئيس الأميركي ترامب في مايو الحالي إنه «سيتشرف» بلقاء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-اون «في الظروف المناسبة»، ليثير الانتباه إلى ان ترامب قد اختار الحوار بدلا من الصدام المروع الذي يهدد بتداعيات لا أول لها ولا آخر.
ويبدو ان الرئيس ترامب يسعى إلى منافسة اوباما الذي فك عزلة كوبا وسعى إلى ترويض خصامها التاريخي مع أميركا والغرب، بان يسعى إلى ترويض النمر الكوري الشمالي الذي يجرب الصواريخ البالستية بسرعة مثيرة للدهشة، وأصبح عضوا غير مرغوب بعضويته بالنادي النووي، ولهذا فبمثل ما يفترض توقع ان السلوك المتهور لبيونج يانج يمكن ان يتسبب في كارثة اذا ما قررت واشنطن ان تعالج المشكلة بالـ«الكي» العسكري السريع والشامل والمباغت، يمكن أيضا - بعد تصريحات ترامب المشار إليها سلفا- ان نستيقظ ذات صباح على خبر انعقاد قمة بين الرئيسين الأميركي والكوري الشمالي، أم ترى ان ترامب، وإن صرح بما صرح به، يمهد للمواجهة باستنفاد كل الطرق مع نظام مشاكس وتحويل حلفائه إلى شهود على رعونته، وطرق أبواب مجلس الأمن لتوفير غطاء لعمل عسكري.

بقلم : حبشي رشدي
copy short url   نسخ
22/05/2017
1403