+ A
A -
زرت تركيا مرتين، وفي عهدين متباعدين، وأزورها اليوم في عهد ثالث مختلف وزمن مختلف، ورؤية مختلفة، عهد رئيس نقل الوطن إلى العالم الأول.. والشعب إلى الأمة الأرقى.. ومحا تلك الصورة التي روجها الغرب عن الإنسان التركي أنه «متخلف وذو أفق ضيق، ولص»، وماكينة الإعلام قدمت عنه صورة تشوه تاريخه ومجد سلاطينه الذين أقاموا العدل والحضارة في عصور كانت أوروبا تموج فيها، فيما العثماني حفيد السلجوقي يقيم خلافة تمتد من المغرب إلى الصين ليحكم ثلثي العالم القديم.
غابت الخلافة بعد حرب عالمية دبرت خيوطها للقضاء على آخر خلافة إسلامية والقضاء على روح الإنسان التركي، لكن هذا الإنسان التركي الذي يملك حضارة تمتد من بيزنطة إلى الرومان إلى السلاجقة إلى بني عثمان إلى أتاتورك ظل ينتظر الزعيم الملهم أردوغان الذي أعاد صياغة الإنسان فأعاد التركي الإنسان وريث مجد السلاطين من عثمان إلى سليمان.
تركيا اليوم تعيش مجد عثمان فاتحا القسطنطينية فترى إسلام بُل أو إسطنبول العاصمة الاقتصادية ذات الـ20 مليون إنسان تركي دون اللاجئين، متوشحة بثوب سليمان القانوني وترى أنطاليا العاصمة السياحية تحاكي بفنادقها الفخمة قصور بني عثمان، إنسانها، نساءها، رجالها، شبابها، تمت صياغتهم من جديد ليكونوا الأفضل والأجمل، ليكونوا جنودا بأمر الرئيس أردوغان.
المدن.. القرى، حكايات صغيرة وكبيرة عن وطن كبير عظيم يستحق أن تكون عاصمته التجارية إسطنبول هي عاصمة العالم، كما قال نابليون بونابرت.
أذهلتنا تركيا بإنسانها، بعلومها، بحضارتها التي تعيد أمجاد بني عثمان، فترى نصبا تذكاريا لعثمان فاتح القسطنطينية ولعلاء الدين السلجوقي فاتح أنطاليا..
ولتركيا حديث آخر..
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
20/05/2017
1313