+ A
A -
ناصبنا موسكو العداء في زمن الاتحاد السوفياتي، ودفعنا خيرة شبابنا للوقوف مع «الإمبريالي» في وجه «الاشتراكي».
أول خطاب سمعته لتشجيعي للحاق بالمجاهدين في أفغانستان لمشاركة الإمبريالية في قتال الشيوعية.. كان يقول «الولايات المتحدة معنا ويجب أن نقف معها وكان اعترافها بإسرائيل بأنها سلطة والسلطة يمكن أن تستبدل فيما كان الاتحاد السوفياتي أول من اعترف بإسرائيل باعتبارها سلطة بحكم القانون في 17 مايو 1948، وهو أمر غير قابل للتغيير، أي أن أميركا لم تعترف قانونياً بإسرائيل وعلينا أن نقف معها، طبعا لم اقتنع - ليس لأن روسيا اقتنعت قانونيا وإنما لأني أؤمن أن الإمبريالي ضدي لأن هذا الإمبريالي هو من يتخذ قرارات الفيتو ضد أي قرار يحاول إعطاء الفلسطيني حقه لكن السوفياتي سابقا والروسي حاليا مع مفاوضات تعيد الحقوق للشعب الفلسطيني لذلك ترفض تل أبيب أي مشاركة للروس في مفاوضات خاصة بالمنطقة.
فالعلاقات الفلسطينية الروسية قوية على المستوى الرسمي والعام اذ تستمر موسكو بدعم حق الفلسطينيين بتقرير مصيرهم وغالبًا ما تقوم بتمويل المراكز الثقافية في الأراضي الفلسطينية.
ونرى أن دعم روسيا لطالما كان متناغمًا مع الحقوق والتطلعات الفلسطينية.
فـ«روسيا تؤيد تمامًا حق فلسطين بتقرير مصيرها وضرورة قيام دولة فلسطينية على حدود 1967 وأن تكون القدس عاصمتها»، لكن الإمبريالي، يبحث لك دائما عن عدو ليقوم هو بمقاومته، ويبعد عن إسرائيل اكبر عدو للأمتين الإسلامية والعربية فهي تحتل واحدة من اهم دول المنطقة التي تربط آسيا بأوروبا وتربط آسيا بإفريقيا، وتصل مصر بالشام والتي على مدى التاريخ كان البلدان قوة في وجه الغازي الصليبي.
لست مع الإمبريالي الذي دمر العراق ودمر سوريا ودمر القيم الإسلامية..
كما أني لست مع الاشتراكي لأنه زرع في قلوب من اتبعوه من أهل الشرق أن الاشتراكي لا دين له فتجد كل من اتبعوه أصبحت أعمارهم فوق السبعين ولم يسجدوا سجدة.
سألني صديق بعد أن أعلنت موقفي هذا: أنت مع من إذن؟
قلت أنا مع صلاح الدين اصلي فجرا في حلب وظهرا في دمشق وعصرا في قلعة عجلون وفجرا في قلعة الكرك وعصرا في رفح، أنا مع صلاح الدين اصلي الفجر في الأزهر ومع صلاح الدين اصلي المغرب في الأقصى.. وأسمعه يرتل «وأعدوا لهم ما استطعتم».
ترامب سوف يأتي وهو يشعر بالاضطهاد، ويواجه مشاريع عزل، مع أنني أؤيد أن يبقى هذا الرجل على رأس السلطة في أميركا فهو رجل التغيير، وقد يغير لنا من يقيم في القدس.
نبضة أخيرة
حين تغيبين.. صليني برضاب الكلم يكفيني

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
19/05/2017
1451