+ A
A -
الإرهاب، دون أدنى شك، أحد أهم التحديات التي تواجه العالم حاليا.
انعكاسات هذه الظاهرة العالمية على العالم كله لا تخفى على أحد، وكل الشواهد ماثلة؛ من تقتيل أعمى، وبالجملة، إلى زعزعة الأمن والاستقرار، ومايتبع ذلك- بالضرورة- من رعب، وتراجع في معدلات التنمية، وانهيار في اقتصادات الكثير من الدول.
تلك مقدمة ضرورية، والرياض تشهد- غدا- أول قمة عربية إسلامية أميركية، أهم ملفاتها إرساء شراكة قوية بين العرب والغرب لمنازلة الإرهاب، كما قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير..
بالطبع، دخل العالم- منذ سبتمبر القيامة الأميركية- في حرب على الإرهاب، لكن هذه الحرب لا تزال نيرانها تشتعل في كل خطوط الطول والعرض، دون أن يلوح في الأفق القضاء تماما على هذه الظاهرة المخيفة.. بل، لا نبتعد عن الحقيقة إذا ما قلنا إن الإرهاب يتمدد، ويتخذ أكثر من وجه، ويضرب، مفقوء العينين، بأكثر من طريقة.
لقد ارتفعت أصوات كثيرة تطالب بتعريف للإرهاب وعدم ربطه بالإسلام، ولقد ثبت عمليا صحة ما تنادي به تلك الأصوات المخلصة، ذلك لأن الإرهاب لا دين له.. ولا خلق، وليست في جيناته المفزعة ذرة واحدة من إحسان ولا إنسانية.
قمة الرياض- تلك التي ستؤسس لشراكة عربية إسلامية غربية لمنازلة الإرهاب، ستصل إلى تعريفه، انطلاقا من توحد الإرادات للمنازلة، وما كان لهذه الإرادات أن تتحد وتتوحد لولا تقارب الفهم.. بل توحده، في التعريف بهذه الظاهرة، وفي سبر أغوارها.
لا يختلف اثنان على أن ظاهرة الإرهاب أسبابها متداخلة، لكن من أهم هذه الأسباب غياب العدل، وعدم إحقاق الحقوق التاريخية، والقضية الفلسطينية خير شاهد على ذلك.
من المهم العدل.. والاعتدال.. وفي يقيننا أن القمة ستركز على ذلك، وهي تؤسس لشراكة قوية لمحاربة الإرهاب.
copy short url   نسخ
19/05/2017
397