+ A
A -
عندما سئل والت ديزني عن سر جاذبية ونجاح اول فيلم طويل كرتوني له «سنو وايت» قال:«كلنا نعرف ان جميع الناس كانوا أطفالا في يوم ما..لذا عند التخطيط لفيلم جديد،لا نفكر في الكبار ولا في الصغار،بل نفكر في تلك البقعة العميقة الطاهرة في أرواحنا جميعا،والتي قد نساها العالم،والتي يمكن ان تذكرك بها أفلامنا» تلك البقعة المضيئة هي التي تحدث عنها الكاتب الشهير «آرثر جوردن في مكان ما بضمير الغائب:« في ليلة من ليالي الصيف.وفي كوخ على أحد الشواطئ.شعر صبي صغير بنفسه وهو يرتفع من السرير.وفي غيبوبة النعاس سمع أمه تتحدث في صوت خافت عن تأخر الوقت.وسمع أباه وهو يضحك.ثم حمله والده بين ذراعيه وأنطلق في سرعة الحلم يهبط درجات الشرفة.الي الخارج في اتجاه الشاطئ.كانت السماء فوقه تتوهج بالنجوم.وقال له أبوه: انظر! وبصورة لا تصدق تحركت إحدى النجوم وهو يتكلم.وقبل ان تتلاشى روعة هذه الظاهرة العجيبة قفزت نجمة أخرى من مكانها وتبعتها أخرى لتغوص في البحر.وهمس الطفل وهو يغالب النعاس: ما هذا؟فقال أبوه: أنها نجوم متساقطة.تظهر في شهر أغسطس وقد ظننت انك ترغب في رؤية هذا المنظر.وهذا كل ما حدث.مجرد لمحة غير متوقعة من شيء غامض وجميل.ولكن الطفل بعد ان عاد إلى فراشه.لم يستطع النوم لفترة طويلة.أذهله ان الليل الساكن يحتوي على كل تلك الإسرار.ومرت عشرات السنين ولم ينسى الطفل تلك الليلة وكتبها فيما بعد كحدث جميل أثرى طفولته وشبابه وأزاح كل ما سبق وما تلي من ذكريات.ويستطرد الطفل الذي أصبح بات كاتبا معروفا:» كان أبي يتمتع إلى حد عجيب بموهبة فتح الأبواب إمام أطفاله.والأخذ بأيديهم إلى مناطق جديدة رائعة.وما زلت اذكر الكتب التي تركها بجانب سريري.والتي وسعت آفاقي.وغيرت حياتي فعلا في بعض الأحيان.ففي ذات مرة أهداني قصة كلاسيكية تتحدث عن حياة طلاب أكسفورد.وقد أحببت ذلك الكتاب وقلت له ذلك فقال: لماذا لا تذهب إلى هناك.؟.وبعد ذلك بعدة سنوات أصبحت طالبا في تلك الجامعة العريقة التي قرأت عنها بفضل والدي... ان الفن الرفيع الذي يستهدف إضافة إبعاد جديدة إلى دنيا الأطفال لا يستلزم بالضرورة كثيرا من الوقت.انه يتضمن فقط ان نشترك في عمل شيء مع أطفالنا بدلا من ان نفعل الشئ لهم أو من أجلهم.

بقلم : وداد الكواري
copy short url   نسخ
16/05/2017
1383