+ A
A -
ندفن ميتنا، ونذهب إلى حفل العرس ونغني ونرقص ثم نعود إلى بيت العزاء ثم إلى حفلة سمر.. ما أقسانا..

أذكر كان الرصاص يشعل السماء وقبضاتنا تلكم الفضاء، وأقدامنا تدق الأرض.. وجثامين الشهداء العائدة من المعركة مع الصهيوني محمولة على الأكف تركض نحو مثواها لا نستطيع اللحاق بها ونهر الجماهير يصب في مقبرة الشهداء لنواريهم.. ونبكي وداع أحبة ثم نواصل المرح..
قالت أم شهيد بعد أن ووري جثمان ابنها الوحيد الثرى.. ما أقسى قلوبكم تلهون ولم تأخذوا بعد بثأر ولدي..
لا تصالحوا قالت.. حتى تأخذوا بالثأر.. قلنا إنه ابن العم..
وكم من ثأر لنا لدى أبناء «العم» اليهود الذي يحملون جريمة الصهيونية العالمية التي أصرت على تحميلهم ذنب احتلال فلسطين وذنب ارتكاب المجازر باسم إسرائيل.. وإسرائيل يعقوب ابن أخ إسماعيل عليهما السلام.. براء من جريمة
قالت لا تصالح.. ألم تطلب اليمامة من عمها الثأر من خالها قاتل أبيها..
لا تصالح على الدم.. حتى بدم!
لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
أعيناه عينا أخيك؟!
وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك

وكم تركنا من شهداء بلا ثأر.. وكم تركنا من أوطان تغتصب بلا ثأر.. أندلس. فلسطين.. عراق.. سوريا، ولا ندري أي وطن سنبكي.. إن لم نأخذ بثأر..

هاتي الماء بلا ملح.. لا أطيق، فالضغط يرتفع.. لا تنسي أن تأتي بالكافيار.. طبعا كل الأسرى لم يسمعوا بالكافيار.. واتركي العسل التركي للإجازة.. الأسرى سمعوا بتركيا وعسلها، ولم يروه.. سأعلن الإضراب..

سأعلن الإضراب إذا خسر برشلونة.. سأعلن الإضراب إذا خسر مدريد.. مالي ومن في السجون إضراب إسبانيا ماء وورد. لا ملح..
نبضة أخيرة..
دعوة في الغيب من محب تكفي لتصل بك إلى شفافية الزاهدين.

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
15/05/2017
1050