+ A
A -
البداية
»اللهم بارك في شامنا ويمننا»
متن
كلما أردت الكتابة بالشأن اليمني وحرب اليمن،
ردعني حزني وعاطفتي التي تتحكم بكل انفعالاتي،
وماذا عساه أن يكتب من يُحكّم مشاعره قبل عقله
حينما يختص ما يخطّه بمن يحب أن يعيش مثله،
سعيدًا يركض خلف أحلامه
يبني جسورًا نحو السحاب
ثم يهبط بقناعة إلى الأرض
ينام على وسادة آماله
ويُفيق على صوت المدافع
التي حطّمت كل الجسور والأزقة؟
لا أُجيد لغة الحروب
ولا أفهم سبب نشوبها بعصرٍ يُفترض أنه متقدم؟
ولا أُصدّق أخبار الأطراف المتنازعة
والتي يدّعي كل طرف تفوقه وانتصاره
وحتى كتابة هذا المقال
يسقط ضحايا هنا وهناك
لا ذنب لهم سوى أنهم بشر تمسكوا بأرضهم وموطنهم، وقاوموا بالصبر.. صوت الرصاص.
مرت سنوات على حرب اليمن
هل يعرف أحد لمَ قامت هذه الحرب؟
هل يعلم أحد أي انتصارات يتحدث عنها الفرقاء؟
هل حسب أحد عدد الضحايا الأبرياء؟
عائلة تسقط بصاروخ هنا
وأطفال يسقطون بقذائف هناك
والساسة يُنظرّون بوسائل الإعلام وكلٌّ تحصن بكبريائه الرافض بالاعتراف بالعجز والتعب من كل هذا.
سنوات مرت والوضع كما هو.. لا يتغير؟
وكما بدأت
لا أفهم لغة الحرب
ولا أحب الكتابة فيها
لكن ماذا يعني أن يقتل إنسان شريكه على هذه الأرض؟
لغة الحروب لا تأتي بالحلول
تأتي بالويلات والدمار
وإن طُوِيت صفحاتها تركت خلفها
أرامل وأيتام وأمراضًا نفسية
وجروحًا لا تندمل،
تحتاج سنوات طويلة
وأجيال تلد أجيال حتى تتعافى آدميتهم من هذا الكابوس.
في لبنان.. يحدثني جد صديقي،
عن ويلات الحرب الأهلية التي اندلعت منتصف السبعينيات واستمرت حتى بداية التسعينيات،
سنوات قضوها بخوفٍ ورعب
شعب يموت دون أن يعرف سببًا لموته،
وأطفال عاشوا أجمل سنواتهم بالملاجئ
هربًا من القصف والدبابات،
الأكل قليل
والماء بالكاد يجدوه
وانقطاع مستمر بالكهرباء
حتى وضعت الحرب أوزارها ولا يزال يبكي هذا الجد فقدانه لولديه الذين دفعوا شبابهم ثمنًا لحربٍ خاسرة.
الحرب ليست لعبة
ولا أفهم حماس السُذّج من يطلقون القصائد الحماسية متغنين بها؟
هل يشعر هؤلاء بمعاناة الأمهات؟
والزوجات؟
والأطفال؟
حتمًا لن يشعروا بالنار التي تحرق أفئدتهم لفراق عزيز،
والسلام وحده قطعة الثلج التي تُطفئ لهيبها.
كل ما نتمناه
هو أن يعود اليمن سعيدًا من أجل أهله.

بقلم : دويع العجمي
copy short url   نسخ
15/05/2017
2975