+ A
A -
كانت كلمة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، خلال تفضله بافتتاح منتدى الدوحة، في دورته السابعة عشرة، تشخيصا دقيقا لأسباب وتداعيات القضايا الحيوية التي يناقشها المنتدى، وصف خلالها العلاج الناجع لتلك المشكلات.
كلمة صاحب السمو، يجب التوقف عند جميع عباراتها المحكمة، وتوصيفاتها الدقيقة للأزمات، وهو ما تقصر عنه المساحات وإن اتسعت. ففيما يخص أزمة اللاجئين، قال صاحب السمو، إنها نتاج النزاعات الإقليمية، والحروب الأهلية، وعمليات التهجير، على خلفيات عنصرية عرقية أو طائفية أو غيرها. فهي ليست ناجمة عن الفقر وضيق سبل العيش، وإنما نتاج الاضطهاد والقمع وغياب العدالة، والممارسات العنصرية، وتدخلات قوى خارجية تحاول أن تفرض سيطرتها وتبسط نفوذها، وجرائم جماعات إرهابية. وهو تحديد دقيق لأسباب العلة، ما يمثل أولى مراحل العلاج وأهمها على قدر سواء.
ثمة مثال آخر على تلك الدقة في التوصيف والوضوح في تحديد العلاج، فعندما تحدث حضرة صاحب السمو عن الإرهاب والتطرف، أكد أولا أنها ظاهرة عالمية، لا ترتبط بمجتمع أو شعب أو دين دون آخر، وقد قدم سموه العلاج المتمثل في وحدة عالمية لمكافحة أسباب الظاهرة، التي حددها بقوله «إن البيئة المثالية، لفعل أصحاب الأيديولوجيات المتطرفة لتجنيد الشباب، هي انتشار الغضب، بسبب العجز عن فعل شيء، في مقابل الظلم والإذلال، من دون أن يستثني سموه وجود أصحاب النفوس العنيفة بطبيعتها».
كما جرت العادة فقد تجلت في الكلمة الملهمة لصاحب السمو، معاني الصدق والفهم الراسخ العميق للقضايا، والإنسانية المطلقة.
copy short url   نسخ
15/05/2017
648