+ A
A -
إنَّ فكرة إنشاء صالون ثقافي نسائي دوري؛ تعيدنا لزمن المجالس واللقاءات السالفة في ثقافتنا العربية الإسلامية الثرية، أذكر منها مجلس سيف الدولة الحمداني، ومجلس وَلّادة بنت المستكفي، وسكينة بنت الحسين، والتي على إثرها ظهرت الموضة الثقافية في عصرنا الجديد؛ في شكل الصالونات الثقافية التي اهتمت بها النُخب لريادتها الأدبية والثقافية، ومن أشهر الصالونات الثقافية التي نظمت على نسق متواتر وحققت أهدافها التنموية: صالون العقاد، صالون نازلي فاضل، صالون مي زيادة وغيرها من الصالونات.
إنَّ فكرة إنشاء صالون ثقافي نسائي تعتبر فكرة مميزة وواعدة، خاصة وأنَّ مجتمعنا يعُجّ بالكثيرات اللائي حققن انجازات متميزة في ميادين شتى، فمثل هذه الملتقيات تكون بمثابة أرض خصبة لتلاقح وتبادل الأفكار والآراء بغية الحراك المجتمعي الإيجابي والتنمية الفردية والجماعية.
قارئي العزيز؛ منذ فترة قريبة انطلق في قطر صالون رزان الثقافي النسائي الأول، بإدارة الصديقتين الرائعتين جواهر البدر وحصة السويدي، حيثُ ناقش الاجتماع الأول للصالون النسائي «واقع المرأة في المجال الاعلامي»، وتشرفت بحضوره مع نخبة من المثقفات القطريات، وتعقيبًا على موضوع الصالون المناقش؛ أجد أنَّهُ يكاد لا يخلو فضاء تستنشق فيه رائحة الإعلام الحر أو حتى المنغلق إلا ويفوح بروائح عطر أنثى، بل العفو؛ لا يوجد فضاء إعلامي إلا ويفوح بروائح إناث متعددة، اليوم باتت المرأة حديث الإعلام ومادته ومضمونه، وحديثي هذا لا يقتصر على المرأة المقدمة أو المذيعة بل يشمل المرأة بشكل عام كصورة منطبعة في أذهان الجمهور المستقبل لوسائل الإعلام الجماهيرية.
لقد عصفت بالنسائية في شرقنا الأوسطي وفي عالمنا المترامي الأطراف بشكله العام؛ عصور من الإجحاف والظلم والظلام، كان قد آن لها أن تنقشع منذ حين بعيد، وفي الحقيقة لا يصنع الإعلام فقط الصور الخاطئة حول جمهور النسائية هذا وحده بل كان لعدد من النساء ضلع كبير في تشويه صورة الغالب الأعم من النساء بتقديم نماذج غير مشرفة للنساء في كافة المجالات ابتداء من المنزل انتهاء بمواقع اتخاذ القرار، وبما أن النساء قادمات من كل صوب وفوج فمن الأجدر والأكفأ؛ أن نلتفت إلى ذواتنا بصورة أعمق تشكل في امتدادها اليومي الروتيني صورة رائعة تنطبع بشكل جاد ومباشر في أذهان الجميع وتصبح لنا علامة شاهدة في محيطنا وفضاء الإعلام الواسع الكبير، وثم تتلاشى عنا صور الإعلام النمطية على امتداد مراحل تقدمنا في حياتنا العلمية والعملية والخاصة مشكلين صورة صحيحة بعيدة عن القالب المعلب التنميطي السائد، وكي ندرك هذه المرحلة علينا أن نكمل عملنا الآن؛ فلا أستطيع أن أقول إنَّ علينا البدء الآن، فإننا قطعنا أشواطًا في ذلك، لكنَّ علينا المداومة والاستمرار.
إعلامية وباحثة أكاديمية

بقلم : خولة مرتضوي
copy short url   نسخ
05/05/2017
2548