+ A
A -
ما حل بدول العراق وسوريا واليمن من محن وكوارث، يفوق في كل منها ما جرى لفلسطين سواء كان قتلا او تدميرا او تشريدا او اغتصاب ارض. ولا غرابة ان تستخدم دولة الصهاينة أُمُّ الارهابيين والمعتدين، هذه الحقيقة للدفاع عن باطلها والتحدث بلسان المدعي بأنها اذا كانت شرا فهي اهون الشرور، وانها لم تلجأ قط الى قطع رأس احد أو اعدام احد حتى لو كان استشهاديا مسؤولا عن تفتيت لحوم اليهود في شوارع تل ابيب والقدس.
لكن الدولة اليهودية هي في الحقيقة وكما سيثبت التاريخ، أُمُّ الارهابيين ووالدهم ايضا، وانه لولا سرقة فلسطين لما رأينا القاعدة ولا داعش ولا العمليات الارهابية المفزعة التي تملأ العالم وستظل، ما دامت قضية فلسطين دون حل.
ليس من الخطأ القول في كل مناسبة ان قضية فلسطين هي القضية المركزية، رغم ان ما نُهب من ارض في العراق وسوريا وحدهما وسُجلت، مؤقتا بالطبع في حساب ايران، يبلغ عشرات اضعاف ما ضمته اسرائيل في فلسطين والجولان السوري.
وإذا كانت دولة مُقْحَمَة كإسرائيل، ما زالت تقول بالاسلوب النازي الغوبلزي أنها ليست دولة احتلال ولا دولة ابارتيد، فإن مستقبلها لن يكون وردِيا بالقطع، بموازاة إضرابات عن الطعام في السجون، وفي ظل بدايات عصيان مدني يتعامل مع عباس ونتانياهو كوجهين لعملة واحدة.
النضال في فلسطين يتصاعد بأساليب مختلفة، وهو في الواقع لم يتوقف يوما واحدا منذ عام 1948، وإنْ كان يتخذ أشكالامختلفة من الحجارة الى الرصاص والسكاكين والمظاهرات والتفجيرات والعمليات الاستشهادية، رغم ان عباس همه الوحيد اليوم هو التخفيف على اسرائيل قدر الامكان وجلب المقاومين الى سجونه أو اعطاء عناوينهم لعصابة الليكود، والامتناع عن جلب اسرائيل الى محكمة الجنايات الدولية، وهو قادر على ذلك حتما.
هو من بقية العصابة، وحكام ايران وميليشياتها الضاربة من بقية العصابة أيضا. والحشد الشعبي مثلا لا يختلف كثيرا عن شرطة ابومازن، فكلاهما يخدمان اعداد توسعيين يطردون اصحاب الارض ويُحلّون مكانهم يهودا وشيعة.
صحيح ان العرب يفتكون ببعضهم، لكن الانكى ان الايرانيين استغلوا الاوضاع العربية المزرية ورشوا ملحا بالقناطير على جروحنا، ثم التواقح الى درجة الزعم بأنهم ينصرون المستضعفين ويعملون لاسترجاع القدس وفلسطين!!
قلةمضلّلة تؤمن بما يزعمونه كل صلاةجمعة في طهران حول قدسية الولي الفقيه ونشاطات المهدي المنتظر الذي يجتمع اسبوعيا مع خامنئي(!) وطائفة طويلة من الاكاذيب والألاعيب.
مشكلة العالم ان قلة من الحكماء والمخلصين ما زالت تملك اجندات عاقلة، فيما اغلبية القادة إما جهلة او عَبَدَةُ كَراسي أو طغاة تجتاحهم الاوهام او الكوابيس، او الفوبيا من شعوب مقبلة بالتأكيد على ثورات مرعبة في السنوات الآتية تفوق «الربيع» الفاشل.
لا شيء مطمئن الآن بدليل ان دولة كروسيا تتوسع بالقوة في اوروبا والشرق الاوسط ودون رادع اميركي مطلوب، ودولة اخرى أقل شأنا، كإيران التي تضرب وتبطش بكل شيء سني او عربي وتزيد مساحة امبراطوريتها المزعومة، بتحريض من قادة مهووسين بالعرق والمذهب.
نأمل ان نرى اجراءات ايجابية من قبل الادارة الاميركية لوقف ايران وروسيا عند حدهما وأن تأخذ العبرة مما فعله وسيفعله الارهابيون الدواعش بالغرب. اما الفلسطينيون فلا نظن انهم بحاجة الى ترامب، عليهم فقط ان يواصلوا اضرابهم وعصيانهم ومقاومتهم بكل السبل، فإسرائيل مضطرة للانهيار بأسرع مما نتصور.

بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
30/04/2017
998