+ A
A -
الكرة الأرضية واحدة.
والإنسان الذي يعيش عليها من أم واحدة وأب واحد.
وجميع الناس على غريزة واحدة.
وهم ذوو جنس واحد.
يتشابه الناس في خلقهم حد التطابق.
يتشابهون في الأحاسيس.. الخوف الأمن الفرح الحزن السعادة الشقاء الخ..
تتشابه رغباتهم واحتياجاتهم.
لكن... لماذا..
لماذا كل هذا الشر بين الإنسان والإنسان رغم كل هذا التطابق الخلقي والغرائزي؟
إذا كنا واحدا في الخلق لهذه الدرجة، فلماذا كل هذا الاختلاف على وجه الارض؟
لماذا لا يكون الإنسان شعبا واحد وكتلة واحدة ومنظومة واحدة؟.
الأرض تكفي للحياة عليها كل الناس وزيادة.
مواردها تكفي وتزيد.
أنماطها تتسع للجميع.
لماذا تتداولنا (دول)
ثم تحزبنا (حزب)
ثم تقبللنا (قبيلة)
ثم تعولأنا (عائلة)
ثم تأسْررنا أسرة
( ثم تفردنا) فرد؟
لماذا هذه الحدود السياسة التي قسّمت الأرض، وأصبحت كل قطعة اسمها البلد فلان وهي من حق الشعب الفلاني، والبلد كذا وهي من حق الشعب كذا؟
لماذا صارت حدود أميركا ثم حدتها كندا وأسفل منها المكسيك ثم روسيا من فوق وآسيا وأوروبا ووو الخ؟
من أعطاهم الحق باستقطاع الارض وتقسيمها على هذا النحو؟
بل من أين لهم حق تملك ما لا يملكون؟
أليست الأرض ملكا لله ونحن جميعا ورثته عليها؟
لماذا الصين مثلا أكبر من لبنان بألف مرة؟
واللبناني والصيني لهم نفس الحقوق على الارض؟
تملك الشيء يحتاج لتنازل من المالك الفعلي، والمالك هو الله، فأين الوثيقة الإلهية التي خولتهم برسم الحدود.
لماذا لا يكون الناس كلهم شعبا واحدا، والأرض كلها وطن واحد، والماء والهواء والأرض والسماء حق للجميع؟
لماذا القوي يأكل حق الضعيف؟
لماذا لا يعطيه حق الحياة مثله وهم في الخلق سواء؟
وللضعيف من الارض مثل ما للقوي.
لماذا الجوازات والجنسية والحدود والسدود وقوانين الهجرة والاوراق والأنظمة التي حدت من حرية الناس في ملك ربهم الواحد؟
هل أنا بهذه الأسئلة أدعو إلى الرجعية؟
تخيلوا لو ألغيت الحدود والسدود والجوازات والجنسية والجمارك، وأصبح العالم كله قرية واحدة والأرض وطن واحد، وأصبح حق الصومالي والبنغالي في الأرض مثل حق السويسري والسويدي، فهل هذا يعتبر تخلفا؟
لماذا لا يكون الإنسان أسرة واحدة وقرية واحدة؟
هل ننتظر غزو جنس آخر من المريخ حتى يتوحد الإنسان مع الإنسان؟

بقلم : بن سيف
copy short url   نسخ
27/04/2017
1353