+ A
A -
استغرب ان بشار الاسد ما زال يتكلم للصحافة ويهدد ويسب وهو الواقف على حافة الهاوية وربما على حافة نهايته المأساوية. وأول ما يخطر على البال عندما نسمعه يهاجم الاردن (الأرض لا الدولة) من منطلق زعمه انها رقعة اميركية، ان روسيا التي تحتل جزءا من ارض يفترض ان تكون تابعة له، تفكر بصمت هذه الايام وكأنها منشغلة بكيفية فك الارتباط، القادم حتما، مع بشار الذي ورطها مع إدارة ترامب، والاحتفاظ بماء وجهها في ذات الوقت.
الاردن ايها الرئيس المزعوم، والمشرف على الاندثار، ليس رقعة ارض بل دولة كاملة السيادة متحالفة ضد نظامك الاستبدادي، مع الولايات المتحدة وعشرات الدول التي تتعامل مع نظامك تماما كما تتعامل مع تنظيم داعش الارهابي، إذ ان كليكما يجب ان تختفيا من الوجود نهائيا كي يعود الاستقرار والامن الى الشرق الاوسط والخليج.
الاردن دولة تسيطر على حدودها باقتدار للسنة السابعة على التوالي، فيما اسفر فتحك النار على شعبك المسالم عام 2011 عن صراع ما زال يتواصل بوحشية لم يعرف لها التاريخ المعاصر مثيلا، ومرشح للمزيد دون افق انتهاء.
وعندما تتواجد على ارض سوريا المفككة بسببك، والمتشرذمة يا سيادة «الرئيس»، جيوش وميليشيات ارهابية وتنظيمات متطرفة تعد بالعشرات، عدا عن «80» جهاز مخابرات وعن تحكُّم موسكو بكل ما يجري في سوريا من تطورات سياسية وعسكرية، لا يحق لك اطلاقا ان تتكلم، فنظامك مجرد دمية روسية - إيرانية لا يغرنا الادعاء بأنها قادرة على الحكم وهي التي كانت آيلة للسقوط التام عندما جاء بوتين وسوخوياته لإنقاذك من المصير الذي تستحقه.
أما فلاديمير بوتين فيتعامل معه العالم الآن مثلما يتعامل مع المحتل الايراني، كقاطع طريق وحاكم أرعن لدولة مارقة احتلت نصف أوكرانيا المستقلة وضمت شبه جزيرة القرم اليها عنوة، ثم استغلت الفوضى في سوريا لتستخدمها كمنطلق لإيذاء الغرب وحلف الناتو والتوسع جغرافيا في إطار أحلام القيصر الاستعادة المستحيلة للاتحاد السوفياتي الغابر.
في هذه الاجواد يتكلم «الرئيس». رئيس واحد على عشرة من سوريا، ليتهم الاردن بأنها مجرد قطعة ارض، فيما ثبت لكافة المحللين الثقاة ان الحل الوحيد للأزمة السورية هو تقسيمها الى قطع وفك الارتباط بين عقائدها وأعراقها.
ولا ندري لماذا تشكو يا سيادة «الرئيس» من ان الاردن قادم الى جنوب سوريا بقواته لإسناد قوات اميركية ستعمل على تطهير الجنوب السوري من خلال «درع الفرات» ثانية لخلق منطقة آمنة على الحدود الاردنية الشمالية؟
لماذا يحق لك يا سيادة «الرئيس» ان تكون ألعوبة سياسية وعسكرية بيد موسكو وطهران، ولا يحق للأردن ان يكون شريكا لأميركا وتسع وستين دولة تحارب داعش وتحاربك، وأنت الأسوأ من «الخليفة» البغدادي، كما يثبت سلوكك الهمجي ضد الشعب السوري.
ثم إنك تعلم يا بشار أن المدمرات الأميركية قادرة من سواحل المتوسط على تسوية ما تريد من سوريا بالأرض وتحطيم سلطتك الهزيلة في دقائق، لكنها لا تفعل ذلك لحسابات ربما تكون لها علاقة بروسيا التي نظن صدقا انها تنظر جديا بنفض يدها تدريجيا من إحراجات دعمك، ومن ثم التعاون الجاد مع ترامب لحل الوضع في سوريا، سواء من خلال التقسيم الفدرالي أو غيره.

بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
24/04/2017
2120