+ A
A -
.. نعم مبروك لقطر.. مبروك للعائدين من الأسر.. ألف مبروك لأسرهم، وقرت عين الوطن بهم، وحمدا لله على عودتهم جميعا سالمين، من هذه المحنة التي واجهوها وما فيها من آلام وأحزان ودموع وانتظار.
فالأسر هو أشد ما يواجهه الإنسان، وهو مرعب ومخيف فليس بعده إلا القتل (فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا) فقد يؤدي تصرف ما خاطئ إلى ارتفاع حالة الغضب عند من قام بالأسر فيرتكب ما لا يحمد عقباه..
نعم ألف حمد لله على السلامة، وتحية للجهود الدبلوماسية بقيادة حضرة صاحب السمو الأمير المفدى وسهر معالي رئيس الوزراء وإشراف سعادة وزير الخارجية ومتابعة سفيرنا في بغداد، ومفاوضات طويلة بقيادة رفيعة.. التي حققت الأمان لإخواننا أبناء قطر وعودتهم سالمين..
أمس الأول.. أظهر الاستقبال بقيادة حضرة صاحب السمو الأمير هذا التلاحم الشعبي من كل أبناء الوطن، فتطايرت التهاني من داخل الوطن وخارجه، ومن أي موقع يقيم عليه قطري، سواء كان طالبا أو دبلوماسيا أو زائرا يبعث بأصدق التهاني والشكر والتقدير إلى حضرة صاحب السمو الأمير ولفريق قطر المفاوض الذي تحمل على مدار أكثر من عام مشاق دبلوماسية راقية وهادئة تكللت بالنجاح..
نعم..
الأسر أشد محنة يتعرض لها إنسان هو ووالده وأبناؤه وزوجته وأمه وفصيلته ووطنه، فنحن أهل فلسطين عايشنا ونعايش الأسر ولا نريده لإنسان عربي، لقد رأينا الأم المثقلة بالحزن تتنقل من سجن إلى سجن ومن معتقل إلى معتقل من أجل أن تقر عينها برؤية ابنها.. وتعود حزينة باكية، وكم رأينا زوجات تحترق قلوبهن حين يمددن أياديهن من خلف حواجز الزجاج للسلام على رفيق الدرب المحكوم بالمؤبد والأمل في الإفراج عنه في صفقة ليعود إليها قبل أن يكسو شعرها الشيب..
فكم أحزنتني وتحزنني دموع زوجة لم تستطع أن ترى زوجها وقد سمحموا لأطفالها بالدخول إليه خلف الزجاج وهم يقبلون يديه ورأسه وهو يقبل أقدامهم وآذانهم وهي لم تتمالك دموعها.. وتبعد عن المشهد..
ألف حمد لله على سلامتكم يا أبناء قطر.. ودعواتكم للمأسورين في فلسطين.. في مصر.. في سوريا.. في العراق.. في اليمن.. في ليبيا.. في الدول العربية التي تأسر الأبرياء فقط لأنهم يطالبون بحقوقهم..
هنيئا لقطر.. وقرة عين شعبها..
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
23/04/2017
1036