+ A
A -
بعد عدد من المشاهدات لمقاطع فيديو تنشر هنا وهناك، سواءً لإعلاميين يحظون بشهرة لافتة، أو حتى مقاطع مضحكة لشباب غير معروفين، تأكد إلى أننا مجتمع يحتاج لتعلم قواعد وسلوك «الإتيكيت الحياتية»، وكلمة إتيكيت معناها الدقة والذوق، وتقدير الآخرين واحترامهم وبساطة التصرف، وهو خط فاصل بين الخطأ والصواب، لأنه يوضح طريقة المعاملة بين الأفراد حتى لا يقع أحدهم في الخطأ، وخصوصاً الفتاة عليها أن تتقن هذا الفن لأنه يسعى إلى تمييزها عن غيرها، ويجعلها محط الأنظار، وهذا ما يغيب عن أذهان الكثيرين والكثيرات، وعلى الأخص من تُسلط الأضواء عليهم، فهم يبدون لنا بصورة بينة، أنهم بعيدون عن اللياقة والذوق العام، ثمة تصرفات يقومون بها تجعلك تشعر، بأن مثل هؤلاء لا يعيشون في ذات الكوكب الذي نعيش فيه، أنهم غارقون حد الثمالة بتقديس ذواتهم، والشعور المضطرب بأنهم الأكثر نجاحاً والأكثر شهرة والأكثر جدلاً، إنهم يغيبون عن الحقيقة، لا يريدون أن يتصادموا مع الواقع، الذي يشير إلى أنهم ليسوا الأكثر نجاحاً وليسوا الأكثر جمالاً وموهبة، وعلى الأخص أن مثل هؤلاء لا أعمال جديدة لديهم، وليسوا مطلوبين للعمل والظهور للمشاهدين، لذا، يتخصصون بسريان الكلام الذي لا يتوقف عن تمجيد أعمالهم الماضية، في الحقيقة، الناجحون ليسوا بحاجة مطلقاً للحديث عن أنفسهم، إنهم يكتفون بأعمالهم ويحاولون قدر ما يستطيعون الهروب من الأضواء، لأنهم يريدون الاختلاء بأنفسهم والبحث عن أعمال جديدة تحقق لهم المزيد من النجاحات.
الإتيكيت ليست فطرة في الإنسان، إنما هي قواعد ومبادئ عليه أن يتعلمها، وتأتي بالممارسة والتعلم والانصياع الكامل لقواعدها، وفي الوقت الحالي رغم توافر كافة المعلومات وسهولة الحصول عليها، إلا أن الكثيرين يفتقدون اللباقة وطريقة التصرف مع الآخرين، لهذا، فأنا أشدد على أن مثل هذه السلوكيات يجب أن تقوّم عن طريق المدرسة، لابد أن تكون هناك حصص دراسية تعلم الطلاب والطالبات، قواعد السلوك العام والخاص، إتيكيت التعامل مع الجمهور وإتيكيت الحديث، وكيفية احترام الذوق العام، والمحافظة على القيم المجتمعية، فما أجده الآن من سلوك وبالذات من بعض الفنانين والإعلاميين يجعلني أشك حتى في قدرتهم على القراءة والكتابة، فسلوك العديد منهم تجده يفتقر إلى الاحترام المتوجب الظهور به أمام الجمهور المتلقي، ناهيك عن الحالة السريالية التي تعيش بها بعض الشهيرات، فأنت ما أن تشاهد مقاطع الفيديو التي تنشر لإحداهن حتى تتأكد أن مكانهن الحقيقي هو «سراي المجانين»، فأنت تستمع لوصلة من تمجيد الذات، حتى عباقرة الفيزياء والكيمياء وأصـــــــحاب الاختـــــــراعات التي نقلت العالم من حال إلى حال، لم يظــــهروا أمام الجمهور لكي يتغــــــنوا بحال عبقريتهم، إننا حتى لم نشاهد لهم لقاءات، ولم يطلوا على الإعلام إلا خلسة، ولكننا أمام ظاهرة وصلت حتى لعدم احترام قدراتنا الذهنية للأسف.
بقلم : سارة مطر
copy short url   نسخ
23/04/2017
3378