+ A
A -
جاءت عودة القطريين الذين كانوا مخطوفين إلى أحضان الوطن كدليل جديد واعتراف أكيد بمكانة قطر الرفيعة وسط هذا العالم الذي تعيش فيه دول كثيرة على هامش الحياة، وبرهان ساطع ودليل قاطع على رجاحة عقل قيادتنا الحكيمة التي أدارت هذا الملف بروية وهدوء، وتوجيهات عزنا وفخرنا حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، الذي أبى إلا أن يكون سموه في مقدمة مستقبلي أبناء وطنه العائدين بنفسه، ليؤكد لشعبه وللعالم أجمع أن دولة قطر تضع في صدر أولوياتها حماية مواطنيها، وأن الإنسان القطري رقم صعب بين شعوب العالم، وأنه أغلى ما تملك قطر.
المواطنون القطريون وجدوا أنفسهم لا شعوريا يهنئون بعضهم البعض بقيادتهم ممثلة في سمو الأمير المفدى حفظه الله، وبعودة المواطنين الذين اختطفوا عنوة بعد أن دخلوا العراق للصيد، مستوفين كل الإجراءات القانونية حاصلين على التصاريح من وزارة الداخلية العراقية.
كما يقال: رب ضارة نافعة، وفي كل محنة منحة، فمن لحظة اختطاف مواطنينا وحتى الإفراج عنهم اجتمع الشعب القطري كله على قلب رجل واحد، ووقف خلف قيادته وكله ثقة بمهارة الدبلوماسية القطرية ونجاحها في مهمتها بهدوء بعيدا عن التصريحات العنترية، وهكذا تجلى للقاصي والداني معدنه الأصيل، وتماسكه وترابطه صفا واحدا كالبنيان المرصوص.
كل فرد في الشعب القطري اعتبر كل مواطن من المخطوفين أخاه أو ابنه أو أباه، إنها الأسرة القطرية الواحدة التي يتسم كل فرد من أفرادها بهذا الوفاء النادر المفعم بالحب، في زمن قل فيه الوفاء وتبددت فيه مشاعر الحب إلا منك يا قطر، الآن أسمع في كل مكان قطريا يهنئ قطريا بقوله «قرت عينك بعودة إخوتنا»، مع أنه لم يكن أي منهما قد رأى أو قابل في حياته أحدا من مواطنينا العائدين إلى أحضان الوطن.
مهما دبجنا من مقالات واستخلصنا من قواميس اللغة ومعاجمها أصدق الجُمل والعبارات، لنحمد الله لن نوفِّيَ له سبحانه الحمد، ولن نوفي لقيادتنا ما تستحق من الشكر والعرفان، ولن نستطيع وصف السعادة التي تغمر قلوب كل القطريين، والأفراح التي تعم البلاد.
أجمل التهاني إلى أهالي العائدين، نقول لهم: نهنئكم ونهنئ أنفسنا، فما صابكم لحظة الاختطاف كان مصابنا، وقلقكم طوال هذه الفترة كان قلقنا، والآن فرحتكم هي فرحتنا، فقرت عيونكم وقرت عيوننا.
نعم قرت عيوننا جميعا بقيادتنا، وقرت عيوننا جميعا بعودة إخوتنا، وستظل راية قطر مرتفعة في عنان السماء، ودام عزك يا قطر.

بقلم : آمنة العبيدلي
copy short url   نسخ
23/04/2017
2571