+ A
A -

«بابا أنا برفع راسي فيك كثير.. وأنت فخر لنا، بحبك كثير بابا، وإن شاء الله ترفع راسك فينا، بابا إحنا كل يوم وكل لحظة بنتذكرك، وضلك صامد وثابت، وإن شاء الله يا بابا السنة الجاي بتكون معنا وبينا، أنا من حقي أشوفك وتعيش معي، كررت كلمة بابا كثير لأني ما بقولها كثير».
هذه كلمات صفاء ابنة الأسير عبدالله البرغوثي، صاحب أعلى حكم في تاريخ الحركة الأسيرة (67 مؤبدًا) عبّرت في رسالتها لوالدها في يوم الأسير الذي يصادف السابع عشر من أبريل كل عام عن شوقها له. فهي التي حين اعتقل في مارس 2003 كان عمرها حوالي عام وأشهر معدودة وهي الآن في الرابعة عشرة من عمرها
صفاء تعقد آمالها على صفقة ما يتحرر فيها والدها، خرجت كلماتها بطيئة متحشرجة، حاولت خلالها جاهدة أن تخفي دموعها، وجهتها لوالدها.. ووالدها عبد الله البرغوثي. الذي لم نكن نتوقع وهو طفل في الثالثة أن يمسك بالمفك ويفتح صندوق الكهرباء «الفيوز» ثم يعيده، لم نكن نعلم أنه يرسم طريقه ليكون مهندسا إلكترونيا يتخصص في تلغيم الاستشهاديين وبدقة عالية ليخلف يحيى عياش ثم ليقدم عمليات نوعية قضت مضاجع العدو ويقتل فيها 67، وجرح 500 صهيوني في عمليات استشهادية نوعية لينال 67 مؤبدا، وجن جنون العدو الصهيوني الذي بات يبحث عنه ويطارده في كل مكان ولم يستطع الوصول إليه، إلى أن اضطر عبد الله يوما حين كانت زوجته على فراش المرض وليس هناك أحد يصطحب طفلته تالا ابنة الأربع سنوات للمستشفى في حالة طارئة ليعتقل ويصدر بحقه هذا الحكم وحين كبرت تالا أرسلت له رسالة إلى السجن تعاتبه فتقول له «لماذا تركتني في السيارة ولماذا قيدوك ولماذا كانت الكلاب البوليسية تنبح حولك»، ليروي لها رواية مجاهد مناضل من أجل الوطن ومن أجلها، لتعيش حياة كريمة وأن الأسر هو دفاع عن وطن وأمه، جاء ذلك في كتاب بعنوان «مهندس على الطريق»، يبين فيه لماذا اختار الجهاد.
سنتذكر عبد الله المجاهد الذي لم يتنازل عن القتال من أجل وطنه، وعبد الله الإنسان الذي تمسك بزوجته الكورية التي لم تنجب أطفالا وطلب منها البقاء حين طلبت منه إعادتها لموطنها بعد أن خطبت له أمه زوجة ثانية تنجب له الولد فوافق، وأقام لها حفلا وأهداها طقم الماس ومنحها مؤخر صداق مضاعفا وأوصلها إلى بيتها في بلادها، عبدالله ابن حماس ابن فلسطين مجاهد من اجل تحرير وطن مغتصب وهو أسير في قضية منحه القانون الدولي حق الدفاع عن وطنه، فله ولصحبه الأسرى في كل السجون ومن كل الفصائل في يوم الأسير أو أسبوع الأسير أو عام الأسير تحية أمة تؤمن بعدالة القضية الفلسطينية.
نبضة اخيرة
قالت السيدة الخليجية المجربة لولدها الذي أراد الزواج من غير خليجية: «حلاة الثوب يمه رقعته منه وفيه».
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
22/04/2017
1273