+ A
A -
تتجمع شواهد وأدلة متزايدة على أن قبضية إيران على عنق العراق بدأت تتراخى، وأن تغلغل طهران في كافة مفاصل الدولة العراقية في عهد أوباما انحسر بصورة تجعلنا نقول إن بغداد الآن على أبواب التحرر من الاحتلال الإيراني.
لم يتوقف البرنامج التوسعي الذي اعتمدته القيادة الإيرانية على قاعدة مذهبية وعرقية، لكنه في مرحلة الترقب على خلفية قدوم رئيس أميركي جديد يؤمن هو وقادة الجيش والأمن والخارجية والمخابرات، أن إيران هي الدولة الإرهابية الأولى في العالم.
لكن مجيء دونالد ترامب إلى البيت الأبيض تزامن مع حدث آخر لا يقل أهمية، وهو زيارة وزير الخارجية السعودية عادل الجبير لبغداد لهدف واحد وهو استعادة العراق المسبي وإعادته إلى حاضنته العربية وقصقصة أجنحة إيران في ذلك البلد العربي.
وإذا كانت تلك الزيارة المفصلية قد خلقت جفوة غير قابلة للاصلاح بين رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي ووزير الخارجية إبراهيم الجعفري من جهة، ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي من جهة أخرى فإنها تذكرنا بتصريح لا يُنسى أفضى به علي يونسي مستشار روحاني لشؤون القوميات عام «2015»، حيث قال إن بغداد هي عاصمة الامبراطورية الإيرانية، فيما حض رئيس تحرير وكالة أنباء «مهر» الرسمية العراقيين على «نبذ العروبة والجاهلية وتراب الذُل العربي وتغيير ملابسهم بعيداً عن الكوفية والدشداشة».
صفاقة «2015» تحولت إلى أدب جم في عام «2017» خاصة بعد تغريدة ترامب الشهيرة في تويتر: «إيران تتوسع أكثر فأكثر في العراق حتى بعد أن بددت الولايات المتحدة ثلاثة ترليونات دولار هناك». وقتها قال خبراء إيرانيون إن حضور طهران في تلك الدولة العربية يأتي من بوابة الحكومة العراقية، مع التركيز على أن بغداد لم تطلب تغيير سياسة الملالي، ما يعني قبولها بما تراه الدولة الفارسية.
ولم يَخْلُ الرد الإيراني في ذلك الحين من الكلام المحمل بالغطرسة والتحدي، حيث أوضح أكثر من مسؤول آنذاك أن الدولة ليست مستعدة لأن تكون مرنة أو أن تتساهل بشأن قضية العراق التي تعتبرها - كسوريا - قضية أمن قومي بالنسبة لطهران.
وفيما أسهمت تهديدات ترامب ومساعديه العلنية بتأديب إيران وإبقاء الخيار العسكري ضدها قائماً، في هبوط جزئي أقدم عليه خامنئي، من الشجرة الضخمة التي اعتلاها، فإن توجيه الأميركيين ضربتهم المفاجئة لقاعدة الشعيرات العسكرية التابعة للنظام السوري، غيّر اللهجة تماماً ولاذ الإيرانيون بدرجة لم نعهدها من الصمت، وتخلوا تماماً عن التبجح بغزوهم أربع عواصم عربية، وتباهيهم بإنشاء عشرات المليشيات الشيعية المكلفة بالقتال في سوريا والعراق من جهة واستكمال مشروع التوسع والاحتلال والتمدد ونشر التشيُّع واستفزاز مرتدي الكوفية والدشداشة، من جهة ثانية.
..... يتبع غداً
بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
20/04/2017
1330