+ A
A -
حرب الإبادة قائمة. لكن السؤال: إبادة مَن؟! إذا كان المراد النظام السوري، فالنظام مازال حيا يُرْزَق، بينما الشعب السوري هو الذي يَدفع الثمن ويُؤدي الضريبة. وإذا كان المراد الشعب السوري، فالفكرة لا يَقبلها عقل ولا منطق، لأن ما يَحدث في سوريا حَدَثَ على دُفعات مع غير الشعب السوري.
الأمر يتراءى لي أَقْرب إلى عجنة، عجين يتناوب على دَلْكِه مَن يتناوبون، وفي كل مرة يُضاف قَدْر من الدقيق من اللحم الأبيض، ويُضاف شيء من الخميرة الكيماوية وغير الكيماوية، لكننا لا نَدري متى «يستوي» العجين!
ألا يبدو الحل الأميركي (ضربة الجمعة) حلا من الحلول الترقيعية؟!
هل ينجح الكيّ مع النظام السوري أم تَكُون الكلمةُ الأخيرة للبَتْر؟!
رأس النظام السوري وأعوانه لا يَنفع معهم سوى البَتْر. لكن إلى متى يتحمل الشعبُ السوري؟!
عن أي شعب نتحدث أصلا؟!
عن كُثْبان دَفَعَتْها عواصف الحرب في اتجاه المجهول؟!
عن رُكَام حَفَرَ له المتواطئون حفرةً وهالوا عليه ترابَ الصمت؟!
عن حفنة تراب من المعلَّقين بين الموت والحياة مازالت مَصَائِرهم مُعَلَّقة لا يَعرفون في أي مكان سيُدفَنون أم أنهم سيُحرَقون، وربما يَغْرقون قبل أن يَبْلغوا شواطئ الأمان التي نَجْهَلُ كل الجهل إن كانت ستَفْتح لهم أَذْرُعَها وتُرَحِّب بهم أم أنها سَتُشِيح بوجهها عنهم؟!
مع كل هذا الغبن نُلقي باللائمة على الفاشل المتخاذل أوباما الذي آثَرَ أن يَترك الملعبَ دون حَكَم، فتَصَرَّفَ كُلُّ لاعِب كما يَحلو له في غياب صفارة الإنذار.. يَمُوت مَن يَموت ويُواصِل مَن يُواصِل..
فهل يستفيد الأسد الصغير مما فَعَلَتْ بمطارِه صواريخ مَلِك العقارات لِتَرْدعه رَدْعاً أم أن الأمرَ ليس أكثر من قرصةِ أُذُن تُذَكِّر بها أميركا كُلَّ نظام سِوَاها بأنها القوة رقم «1»، وبأنها صاحبةُ القَرار حتى لا يُفَسَّرَ صمتُها بأنه قِلَّة حيلة..
بهذا المعنى هل نُخَمِّنَ أن استهدافَ ترامب لكيماويات بشار دَرْسٌ ليس المراد به أن يَتَعَلَّمَه بشار وإنما المراد أن يتعلمه فتى كوريا الشمالية الأول الْمُغْرَم بالتجارب النووية؟!
للسياسة حسابات أخرى تَقضي بأن تَضرب هذا بذاك وتلك بهذه. وفي زمن القوة لا مَنْطِق يَسُود سِوى مَنْطِق القوة.
الرقابة الأميركية تُملي قواعدها، ومن ثمة على كل نظام متهور في لعبة السياسة أن يَكُون حَذِراً قبل أن تُسَوِّلَ له نفسُه الإقدامَ على خطوة ليست بالتصرف المسؤول.
سؤال أخير: ألا تتقاطَع تخميناتنا الأولى مع قولنا إن الإنجاز الأميركي الأخير يؤكد شيئا واحدا هو أن غايةَ مَرامِيه رغبةُ ترامب في صناعة النجومية السياسية التي تَليقُ بأمجاده على الصعيد العقاري واستجابتُه لما تَهْفُو إليه نفسُه من توسيع نطاق شعبيته عند الأميركيين الذين ينتظرون منه أن يفي بالوعود التي أعطاهم إياها في حملته الانتخابية وإلى أيّ مدى سيتحقق ما كان يُنادي به؟!
نَافِذَةُ الرُّوح:
«الطريقُ إلى مَقْبَرَةِ الإنسانِ صَمْتٌ وَسَوْطٌ».
«سافِرْ في لَيْلِ المشاعر.. أنا كالشجرة، لا أُهْجَر ولا أُهَاجِر».
«عصافير الحنين ما عاد بَيْضُها يَفْقِسُ في ظِلّ تَمَرُّد مَلِك الغابة».
«المرأة وَطَن.. ومَنْ لا يُخْلِصُ للمرأة لا يُخْلِصُ للوَطَن».
«ماذا لو أن القلبَ الحلوبَ أَعْلَنَ العصيان وهَرَبَ يأسا مِن لحظةٍ تاريخية تَرُدُّ الاعتبارَ لِنبضِه؟!».
«لا تَسْأَلْنِي [إلى أين؟]، سَلْنِي [لماذا؟]».
«بين الدوار وهَبّاتِ فقدان الوعي أبحث لنفسي عن مَوْطِئِ رأي».
بقلم :د. سعاد درير
copy short url   نسخ
20/04/2017
4773