+ A
A -
وضع حوالي 1600 إيراني وإيرانية أسماءهم للمشاركة في الانتخابات الرئاسية الثانية عشرة. هذه القائمة الطويلة المختلفة من حيث خلفيات المرشحين العرقية والفكرية ستمر عبر مجلس صيانة الدستور الذي سيعلن يوم 27 من شهر ابريل الحالي القائمة النهائية من المرشحين والتي عادة لا تتجاوز بضعة أسماء.
القائمة النهائية ستبدأ الحملة الانتخابية يوم 28 ابريل 2017 وحتى مساء يوم 18 مايو حيث الصمت الانتخابي لتبدأ عملية التصويت في اليوم التالي.
تأتي الانتخابات في توقيت تعيش فيه إيران مرحلة من العلاقات الباردة إن لم تكن السيئة مع محيطها ومع قوى دولية على رأسها الولايات المتحدة الاميركية، من هنا تبدو المؤسسة الحاكمة متأهبة لجعل موسم الانتخابات موسماً للتصويت على قوة النظام وتماسك شرعيته، كما أنه تصويت على سياسات النظام التي ينتقد بسببها سواء في سوريا أو العراق أو اليمن.
من هنا ثمة حرص على عدم تمرير موسم الانتخابات دون تمرير رسائل متعددة إلى أطراف إقليميين ودوليين.
من جهتها الأطراف الدولية تبدو حاضرة في المشهد الانتخابي وحتى وإن لم تكن موجودة على الأرض، فالكلمات التي تصل عبر وسائل الاعلام والتصريحات المبعثرة حول إيران والنظام السياسي والأدوار التي يلعبها تلعب دورا مهماً في عملية الحشد التي يتولاها التيار السياسي الأصولي المحافظ، والذي لا يرى أن اميركا يمكنها أن تكون حسنة النوايا نحو إيران.
بعبارة أخرى فإن تفاعلات الخصومة مع واشنطن تحضر كنوع من تسجيل نقاط على التيارات التي تبدو أكثر اعتدالاً مثل بعض الشخصيات التي تحسب على بقايا التيار الإصلاحي في إيران.
تبدو هذه الانتخابات تحديا من نوع جديد يتعلق بصحة المرشد الأعلى للثورة الإسلامية والذي تتردد بعض التقارير حول تراجع في صحته، وبالتالي الحديث عن الشخصية التي يمكن أن تكون المرشد الثالث للجمهورية الإسلامية. هذا الأمر يزيد من لهيب المعركة الانتخابية ويدفع باتجاه خيار التيار الأكثر تشدداً في النظام، وهذا الخيار قائم على أن الخيارات الأخرى بالنسبة لمؤسسة الحكم ما هي الا خيارات مفرطة في الثورة وما أنجزته.
مثل هذا الأمر يضر بشكل كبير بأي صوت معتدل بالنسبة للناخب الإيراني ويجعله عرضة للخسارة المؤكدة.
على صعيد متصل فإن الزج بموضوع صحة المرشد فيه نوع من الدفع بشعور الخوف لدى الناخب، وعليه تكون ردة الفعل الدفاع عن الخيارات الآمنة والتي في الغالب تكون ضمن دوائر المحافظين الذين يسيطرون على الاقتصاد والأمن والإعلام.
بانتظار القائمة النهائية للمرشحين التي سيفرج عنها مجلس صيانة الدستور، والتي بدورها ستحدد مستوى المنافسة الانتخابية، فإن الإيرانيين يظهرون انشغالهم بتفاصيل الحياة اليومية ولاسيما الاقتصادية وصعوبتها مع التراجع الكبير الذي حصل في تطبيق الاتفاق النووي.
حالة الترقب لسياسة إدارة دونالد ترامب بدورها تبدو مهمة بالنظر إلى التراجع الذي ظهر في السياسة الخارجية لاسيما من خلال الغارات على سوريا أو العلاقة مع روسيا التي تزداد إشكالية.
ظهور القائمة النهائية سيفتح الشهية أمام التصريحات حول الانتخابات الرئاسية التي بدورها ستزيد من حدة المعركة الانتخابية.

بقلم : محجوب الزويري
copy short url   نسخ
19/04/2017
2871