+ A
A -
يحبس العالم، في هذه الأيام، أنفاسه، وهو يتابع في خوف احتمالات نشوب حرب بين الولايات المتحدة الأميركية وكوريا الشمالية.
رصاصة واحدة، من هذا الجانب أو ذاك، يمكن أن تشعل الحريق.. وإذا ما نظرنا أولا إلى أن الدولتين، تمتلك كل منهما، ترسانة نووية، لأدركنا بالطبع، فداحة المخاطر التي تتهدد هذا العالم.. وإذا ما أدركنا ثانيا تهديد كوريا الشمالية العلني باستعمال الصواريخ المدججة بالقنابل الأكثر شرا، في مواجهة أميركا- وهو بالضرورة تهديد يقابله تهديد ضمني من الدولة الأعظم في العالم- لأدركنا للمرة الثانية، حجم الكارثة، تلك التي قد تفوق كارثتي هيروشيما ونجازاكي، ربما بآلاف.. بل مئات الآلاف من المرات.
هل كتب على هذا العالم، في هذه الألفية، أن تكبر حروبه الصغيرة، وتتسع حروبه الكبيرة، لتعبر حدود أكثر من دولتين.. بل دول.. وهل كتب عليه أن تتزايد فيه الجرائم الكبرى والفظائع.. بل هل كتب عليه ان يسيطر عليه الجنون، وإلى درجة استعمال الأسلحة المحرمة دوليا، دون الالتفات بذرة من العقل، إلى المآلات الأكثر وجعا.. والأكثر رعبا؟
هذا الوقت من وقت العالم، يحتاج- أول ما يحتاج- إلى إطفائيين أمميين يتمتعون بقدر متعاظم من الحكمة والرشد، والسعي بهما معا، بين من يمتلكون النووي- وفي صدارتهما العدوين اللدودين أميركا وكوريا الشمالية- لتجنيب هذا العالم، تلك الكارثة الماحقة، والتي ستتجاوز آثارها الدولتين إلى قارتين.. بل أكثر من ذلك.
يبقى السؤال: ولكن أين هؤلاء الإطفائيين، ومنظمة الأمم، قد استحالت منذ وقت قديم، إلى مؤسسة بائسة.. مؤسسة قد عفا عليها الزمن ميثاقا وهياكل ومنظمات تابعة.. مؤسسة لم تعد تملك إلا عبارات الشجب.. والتنديد في أحسن الحالات، أمام الأزمات التي تتطلب بالضرورة فعلا حاسما، من أجل استتباب الأمن والسلام العالمي؟!
لك الله ياهذا العالم، في زمان الجنون هذا.
copy short url   نسخ
18/04/2017
556