+ A
A -
يرتدي قفطان السلطان.. ويقف على شاربه نسر.. وفي نظرته نظرة عز ذاك الزمان، انه آخر سلاطين المسلمين في شمال الفلبين لابو لابو، كما يقف السلطان رجا سلمان اخر سلاطين وسط الفلبين في متحف بأحد المنتجعات بنفس الهيبة ونفس الزي ونفس الشارب.. سلطانان من سلاطين المسلمين لا زالا يعلنان ان تلك البلاد كانت إسلامية إلى أن جاء الاسبان يحملون حقد ايزابيلا وفاسكو دي غاما لتحويل تلك الجزر القصية من الإسلام إلى المسيحية.. وهو ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي أمس عن حديث لرئيس الفلبين الذي قال ان بلاده كانت إسلامية وان المستعمر هو من حولها إلى المسيحية. وبأسلوب إرهابي.. سمعته من فلبينيين مسلمين في مانداناو ومن فلبينيين غير مسلمين في سيبو وهم يشرحون لي عن سلطانهم الشجاع لابو لابو الذي لم يرضخ للإرهابي ماجيلان الذي تم تسويقه لنا على أنه مستكشف فيما هو من بدا في المطالبة بضم الجزر الفلبينية المتناثرة إلى تاج الاسبان المنتصرين في طرد العربان من بلاد اندلسيان..وقفت في جزيرة سيبو حيث أقيم تمثال السلطان لابو استمع لشرح محدثتي إلى ان قالت عندما جاء الإسبان كمستعمرين لجزر الفلبين وجدوا إمارات إسلامية بتلك الجزر، وكان أول وصول للاسبان ممثلا في مجموعة من سفن الكشوف الجغرافية قادها (ماجلان)، وقاوم مسلمو الفلبين الغزو الجديد فاشتبكوا في معارك بحرية مع ماجلان وسفنه، نتج عنها مقتل ماجلان في جزيرة ماكتان، وعلى إثر ذلك أرسلت أسبانيا العديد من الحملات إلى جزر الفلبين، ولم تتمكن من السيطرة على الجنوب، فاتجهوا إلى شمال الفلبين حيث مناطق الوثنيين، ونجحوا في إخضاع الشمال، ولم يتمكنوا من فرض سيطرتهم على جنوبي الفلبين، وحاول الاسبان بقوة السلاح منع انتشار الإسلام في شمال الفلبين، ومكث الاسبان بالفلبين قرابة أربعة قرون عرقلوا خلالها تقدم المسلمين وانتشار الإسلام ولكن استطاع المورو المسلمون الحفاظ على عقيدتهم وملامح الحضارة الإسلامية خلال تلك الفترة الطويلة من الاستعمار ويستعمل المورو اللغة العربية في كتابة لغاتهم المحلية وهي لغة ماجنداناوون ولغة ماراناو ولغة إيرا نون ولغة تاوسوغ ولغة ياكان.
لهذا لم استغرب حين اجد أن معظم الذين يشهرون إسلامهم كل يوم جمعة في احد المساجد هم من الفلبينيين الذين يعودون إلى ديانتهم الاصلية فهم من «عظام الرقبة».. وانه لا اكراه في الدين..
ولهذا نقول للاخوة الذين يريدون تشييع سوريا وتشييع اليمن وتشييع مصر اذهبوا وشيعوا مينامار ومايمار..
نبضة أخيرة
أن النهر يظل امينا لمجراه .

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
16/04/2017
1706