+ A
A -
وأخيرا جاءت الفرصة التي كان ينتظرها منذ ان رفض اوباما اعطاءه الضوء الاخضر لضرب ايران. فها هو «الجنرال الحقيقي» جيمس ماتيس وزير الدفاع الاميركي يجهز نفسه لجولته الشرق اوسطية الرابعة والتي يستهلها، لغرض في نفس يعقوب، بزيارة السعودية الثلاثاء لعقد سلسلة لقاءات امنية وعسكرية مع الملك سلمان ومساعديه.
الجنرال الحقيقي ليس وصفا من اختراعي، بل هو الوصف الذي استخدمه ترامب عند تعيينه ماتيس قائدا لجيش يضم 1.3 مليون جندي موزعين على 150 بلدا في العالم وأساطيل جوية وبحرية تستعصي على العد.
ويتضح من بيان البنتاغون حول الزيارة التي تشمل السعودية ومصر وقطر وجيبوتي وإسرائيل، ان الهم الذي يشغل الجنرال اكثر من اي شيء آخر هو ايران التي وصفها انها اخطر من داعش والقاعدة، متسائلا في الوقت نفسه عن السر الكامن وراء كون ايران الدولة الوحيدة التي لم يستهدفها «تنظيم الدولة»؟
وجاء في البيان ان ماتيس سيعيد على مسامع الرياض التأكيد على التحالفات العسكرية الاميركية الرئيسية، كما سيبحث التعاون في مواجهة الانشطة الارهابية الساعية لزعزعة الاستقرار وإلحاق الهزيمة بالمنظمات الارهابية.
زعزعة الاستقرار هي العبارة الاكثر استخداما في واشنطن لوصف النشاط الايراني في الخليج والشرق الاوسط، وهو ذات النشاط الذي سيركز عليه في بقية محطاته الى جانب تصعيد الحرب على داعش.
لم يعطه ترامب الضوء الاخضر لاستخدام القوة ضد ايران، لكن ماتيس هو النجم المفضل في فريقه، والذي سبق له ان اقترح عام 2011 ضرب محطة كهرباء او مصفاة نفط في طهران عند منتصف الليل دون ان يحظى اقتراحه بالقبول، وعندما سأله اوباما عن اولوياته اجاب دون تردد: ايران اولا وإيران ثانيا وإيران ثالثا!
ويميل ماتيس بطبعه الى القوة اكثر من الدبلوماسية، وقاتل سنين طويلة للحصول على صلاحية تصعيد المواجهة مع طهران، كما طالب العام الماضي وقبيل تعيينه في ادارة ترامب، بتدمير الزوارق الايرانية السريعة بعد ثبوت تلغيمها مضيق هرمز، غير ان اوباما رفض.
وفي حديث له امام معهد للدراسات الاستراتيجية في واشنطن قبل تنصيب ترامب، انتقد الجنرال بشدة «تخييب واشنطن آمال حلفائها الشرق أوسطيين»، واصفا النظام الإيراني التوسعي بأنه الخطر الاكبر الذي يهدد المنطقة، وأنه اذا كان داعش والقاعدة يشكلان خطرا ارهابيا فهو خطر آني، فيما الخطر الايراني الشيعي ذو ديمومة.
وكانت قناة روسيا اليوم (RT) على حق عندما قالت ان على ايران ان تحذر ماتيس الذي يتقاسم مع ترامب ذات الاعتقاد بأن طهران عاصمة الارهاب الاولى في العالم.
وإذا كان زعيم البنتاغون قد اختار السعودية كمحطة اولى له، فقد حرص البيان الصادر عن الوزارة، على تأكيد امرين للرياض، اولهما الالتزام بالشراكة الامنية الاميركية - السعودية، وثانيهما تعزيز الالتزام بهذه الشراكة.

بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
16/04/2017
1199