+ A
A -
في آخر زيارة إلى لبنان حرصت على زيارة عدد من المخيمات الفلسطينية التي كنت اطلق على سكانها المعذبون في الارض بل «المحرومون في الارض» ولولا أنهم كسبوا من آبائهم العزيمة والاصرار والامل لما استطاعوا أن يواصلوا العيش في ظل الظروف التي تفرضها عليهم الحكومة اللبنانية فهم محرومون من 70 وظيفة ومحرومون من البناء ومحرومون من توريث ما يبنون لابنائهم.. ومحرومون من الجنسية اللبنانية حتى ابن اللبنانية من فلسطيني يحرم من جنسية امه فيما تمنح الجنسية لابناء اللبنانية المتزوجة من صومالي.. مع أن تحويلات الفلسطينيين في الخارج لذويهم تعتبر من اعلى التحويلات المماثلة، ومع أن الفلسطينيين الذي هاجروا إلى لبنان عام 1948 ادخلوا ما يعادل 15 مليار دولار أميركي بعملة اليوم الا أنهم عوملوا اسوأ معاملة يعامل بها لاجىء، ومع أن الفلسطينيين باعوا (ما فوقهم وما تحتهم) في لبنان من أجل تخريج كفاءات من الجامعة الأميركية ومنهم كثيرون اشهرهم طلال أبو غزالة - ومن طلال أبو غزالة الآن - هو اثرى اثرياء العالم العربي وصاحب فكر ورؤى.. وكان يروي حكايته في المخيم وأنه كان يجمع حبات الفواكه من نصيبه في وجبة الغداء بالجامعة حتى نهاية الاسبوع لكي يشارك اسرته في المخيم فيها، ويشير انه كان يفترش البساط في الغرفة المتاحة.. محظوظ من خرج من مخيمات لبنان الثلاثة عشر فلا يحتاج الباحث إلى اكثر من زيارة واحدة ليرى حجم المعاناة التي يعيشها هؤلاء المعذبون الذين بلغ عددهم حوالي 400 ألف إنسان يعيش منهم اكثر من 50 الفا في مخيم عين الحلوة الذي لا تزيد مساحته عن كيلو متر مربع واحد في مدينة صيدا وبات بعد رحيل منظمة التحرير عام 1982 اثر اتفاق رسمته أميركا ارضاء لإسرائيل التي اجتاحت لبنان محل صراع بين قوى من فتح والقوات المشتركة ومجموعة بلال بدر الذي يقيم بمنطقة الطيراوي في المخيم التي باتت تحت سيطرته ومجموعته المكونة من 60 عنصرا يجيدون صناعة القنابل.. فيما القوة المشتركة ترفض هذا التحكم ومعها حركة فتح فرفع الاخوة السلاح في وجه الإخوة فالقاتل فلسطيني والقتيل فلسطيني والدم فلسطيني، كان ناجي العلي ابن مخيم عين الحلوة سخر ريشته لخدمة إنسان هذا المخيم حتى يعود كل واحد منهم إلى بلدته في فلسطين..
رسالة نبعثها إلى جلالة الملك عبد الله العاهل الأردني والى الرئيس الفلسطيني أبو مازن والى الجامعة العربية نقول.. ارحموا فلسطينيي لبنان خذوهم إلى مخيمات تحترم الإنسان وتعطيه حقه في الحياة ولا تخشى على التركيبة الديموغرافية المسيحية أن تختل كما الخوف في لبنان منذ كميل شمعون منذ عام 1950 إلى الرئيس الذي سقط في البحر الميت عام 2017..
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
13/04/2017
1761