+ A
A -
سقطت بسرعة نظرية المحللين القائمة على أساس أن «ضربة الشعيرات» كانت تحذيراً رمزياً لبشار الأسد، أو القول بأن الضربة كانت فاشلة وأن نصف الصواريخ المستخدمة قديمة ومعطوبة، كما زعم كُتّاب بعضهم معروفون، في محاولة لإعادة الروح إلى نظام بدأ يفقدها.
وفيما يتصاعد الضغط الأميركي والأوروبي على بوتين لإقناعه بالتخلي عن بشار وقول واشنطن بصراحة للرئيس الروسي «إما نحن أو هو»، تصاعدت أيضاً لهجة كبار المسؤولين الأميركيين ضد رئيس النظام المتهالك.
لا ندري مدى صحة ما نقلته صحيفة بارزة مثل «التايمز» حول انتقال بشار للعيش تحت الأرض خوفاً من قصف قصره- وهو خيار بحثه ترامب ومساعدوه- لكننا سمعنا وزير الخارجية ريكس تلرسون وهو يقول قبل ساعات أثناء سفره إلى موسكو إن «من الواضيح لنا أن حكم عائلة الأسد يقترب من النهاية».
ونصح تلرسون «القيصر» بأن يبتعد عن نظام الأسد وعن الإيرانيين وحزب الله لأن مصلحة روسيا حسب قوله، هي أن تكون إلى جانب الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى، ودول الشرق الأوسط التي تسعى لحل الأزمة السورية.
ولم يتردد الوزير بالتحدث عن «همجية نظام الأسد»، فيما أعلن الناطق بلسان البيت الأبيض «شون سبايسر» موجها كلامه إلى بشار: «إذا قصفت طفلاً بالغاز أو البراميل المتفجرة (وهذه أول مرة يشير فيها الأميركيون إلى تلك البراميل) فإنك سترى ما سيفعل هذا الرئيس».
اللهجة إذن عالية وقاسية ضد النظام الذي زعم بوتين أن المعارضة تتآمر عليه، وأن لديه معلومات (!!) بأنها ستنفذ ضربة كيماوية وتتهم بشار بها. كلام سخيف ومضحك في الواقع دفع مسؤولي الإدارة الأميركية إلى القول إن موسكو تحاول بشكل منهجي إبعاد التهمة عن النظام وإلصاقها بالمعارضة وداعش، خلافاً لكل الأدلة التي بحوزة واشنطن.
ونقلت وكالات الأنباء عن أولئك المسؤولين قولهم إن المخابرات الأميركية لا تعتقد أن داعش يملك غاز السارين الذي أكدت واشنطن استعمال النظام له في ضرب سكان قرية خان شيخون في ريف إدلب يوم الجمعة الفائت.
الواضح أن الأمور تفلت من يد الثلاثي المتآمر: روسيا وإيران ونظام بشار. لذلك لم يكن مفاجئاً الإعلان عن اجتماع ثلاثي سيعقد في موسكو يوم الجمعة القادم ويحضره وزراء خارجية روسيا (لافروف) وإيران (ظريف) ونظام دمشق (المعلم)، لبحث كيفية مواجهة التصعيد الأميركي، في وقت اتهمت فيه واشنطن الروس بعدم الوفاء بالتزامهم تدمير ترسانة سوريا الكيماوية عام «2013» بعد هجمة بشار على غوطة دمشق بالسلاح الكيماوي وما أسفر عنه من اتفاق بين الرئيسين الروسي والأميركي (أوباما) على تدمير ذلك المخزون أو إخراجه من البلاد.
وإنه إذْ يسعدنا انكسار حصانة النظام السوري أمام العقاب والمساءلة، ولو على يد نظام يقدم حصانة مماثلة إلى دولة إرهابية أخرى أقيمت بالإكراه في فلسطين، فإننا نأمل أن تشكل معاقبة عائلة الأسد، سابقة حية لمحاسبة النظام الإسرائيلي الغاصب في نهاية الأمر.
بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
13/04/2017
1103