+ A
A -
لا أتوقع لتنظيم داعش الارهابي النجاح في مسعاه الجديد لزعزعة الاستقرار والامن في الاردن، ليس لأنه تخلى(!) عن العمليات الانتحارية - وهو الذي نفذ 1200 منها في الموصل وحدها منذ بدء عملية استردادها، ولكن لأن التخطيط الواعي والاحترافي الذي نفذه رجال الجيش والامن والمخابرات الاردنية للسنة السابعة على التوالي ظل قادرا على تشكيل مخدة صد ناجحة ضد كل مساعي التنظيم لاختراق الصف الاردني.
يقول الكونغرس ان ما بين خمسة وستة آلاف اردني يقاتلون مع تنظيم الدولة في سوريا والعراق، وهو عدد كبير بالطبع، لكن اغلب الفارين الى هناك إما مضللون دعائيا او يسعون وراء راتب شهري.
واجه الاردن داعش في مرحلة مبكرة واعتبر الحرب عليه واجبا وطنيا وقوميا بل وإسلاميا ايضا، واعتقل المئات من افراده وأنصاره وحاكم الكثيرين وأصدر بحقهم احكاما غليظة.
وحتى الفيديو الذي بثه التنظيم بالامس تحت عنوان «أبشروا بما يسوؤكم» ذكّر فيه الاردن متفاخرا بعملية قلعة الكرك، لم ينل من عزيمة المجتمع، فالناس في ذلك البلد متراصون ضد الارهاب ويرفضون فكره ولا يشكلون خاضنة شعبية كما يروج بعض اصحاب الاجندات الشريرة، خاصة بعد الهزائم التي مني بها التنظيم في سوريا والعراق.
وفي الساعات الاخيرة تحديدا، تخلى الاردن عن شيء من حذره، ورمى بثقله في معركة بجنوب سوريا المحاذي للاردن لمحاربة داعش من هناك بالتنسيق والتعاون مع دول بينها اميركا وبريطانيا، كما استضاف امس بالتنسيق مع الامارات وألمانيا الاجتماع السابع لمجموعة دعم الاستقرار المنبثقة عن التحالف الدولي للقضاء على عصابة داعش الارهابية.
وكان حضور 35 دولة ومنظمة هذا الاجتماع الذي شارك فيه 90 شخصا، دليلا على انتقال مواجهة داعش الى مراحل متقدمة في هذه المنطقة، في وقت ركز فيه المؤتمرون على نجاح كبير لجهود عزل تنظيم الدولة في الرقة بعد الموصل.
وإذ تشارك فصائل معارضة معتدلة في المعركة ضد داعش، فقد نقلت وسائل اعلام عربية ودولية تقارير من ضمنها ما بثته صحيفة «الشرق الاوسط» السعودية حول قول العقيد مهدي الطلاع قائد «جيش مغاوير الثورة» في الجنوب السوري ان الاردن يرعى معركة ضد تنظيم داعش هناك مع بدء توسيع العمل في قاعدة «التنف» القريبة من حدود المملكة لتكون منطلق العمليات ضد التنظيم.
وتحدث نائب رئيس عشائر تدمر والبادية محمد احمد درباس عن ان «جيش سوريا الجديد» يضع المنطقة الشرقية ضمن اولوياته لقطع خطوط امداد داعش بين سوريا والعراق، وان الجيش المذكور يسيطر على منطقة »التنف« الواقعة بين المناطق الحدودية لكل من الاردن وسوريا والعراق.
يتناول التصدي لداعش حديثا عن مدة طويلة قادمة لمواجهة التنظيم والمجموعات الموالية له وتحريك الجبهة الجنوبية بموازاة المعركة المستمرة في المنطقة بمشاركة فصائل معارضة عديدة هدفها يبدأ من محاربة داعش في الجنوب ثم الاتجاه نحو شرق سوريا ووسطها.
المعركة الفعلية ستبدأ في غضون شهر بمشاركة العديد من الفصائل الوطنية، وقد نقلت «رويترز» عن مخابرات غربية قولها ان قوات خاصة اميركية وبريطانية توسع قاعدة »التنف« لاستخدامها نقطة انطلاق رئيسية لعمليات في الاشهر القادمة هدفها طرد الارهابيين من البوكمال.
وثمة في الوقت نفسه خطط قيد الاعداد لشن ضربات جوية جديدة للتحالف على داعش في الجنوب بما يشمل غربي مدينة درعا.
بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
12/04/2017
1277