+ A
A -
تشكو مجتمعات عربية من فساد يعيث في نظمها الاقتصادية والادارية يصعب إنكار وجوده بدرجات متفاوتة، أو التبرؤ من تبعاته التي لا تسقط بتقادم، بل ان الفساد، ومنذ زمن، وباء يشمل حتى دول العالم المتقدم، فانظروا مثلا تهم الفساد التي تحوم من حول مرشح الرئاسة الفرنسية «فيون» وزوجته، والتي مازالت تعرقل دخوله مضمارها، ومن ثم يمكن القول إنه يكاد لا يوجد أي نظام اخلاقي في العالم محصن من خروقات الفساد، فقد اوقع ابليس الفساد مسؤولين كثرا في حكومات دول في العالم، ولا يزال.
وأحدث قضايا الفساد المثيرة، توقيف رئيسة كوريا الجنوبية، أي رأس الدولة الكورية، التي صارت مصنوعاتها في كل بيوت العالم، على الرغم من ان الرئيسة السيدة بارك، التي تبلغ من العمر 65 عاما، كانت أول امرأة تنتخب رئيسة للبلاد في العام 2012، وهو ما كان يفترض بها ان تثبت صلاحية المرأة لأن تقود أمة، كما نجحت سيدات كثر في العالم سكن قصور السلطة في ان تظل صفحتهن ناصعة البياض، فعلى الرغم من أنها قد تربت في بيت منضبط، كونها ابنة الديكتاتور العسكري بارك تشونغ، إلا ان شيطان الفساد قد التبسها من خلال صديقة سوء ورطتها فيما كان لا يجب أن تتورط فيه.
ويجب ألا ننسى ان الفساد كان أبرز العوامل التي أشعلت ثورات شعوب في منطقتنا وخارجها، فالفساد هو ايدز العصر الذي لابد من مقاومته، وضربه بقبضات حديدية، اذ لن تقوم قائمة لمجتمع ما في وجود ابليس الفساد حيا يرزق يعيث خرابا أينما تحرك، لذا لابد من الحوكمة الرشيدة والأخذ بمبادئها لقطع الطريق على الفساد وتعرية الفاسدين وتصويب أداء المجتمع وإحلال عدالة تشعر أفراد المجتمع بالمساواة وتعمق المواطنة.

بقلم : حبشي رشدي
copy short url   نسخ
10/04/2017
1305