+ A
A -
بالأمس صادف الاحتفال بيوم التوحد العالمي، احتفلت جل مدارسنا وروضة الهداية لذوي الاحتياجات الخاصة بالتعاون مع مركز رؤى للتقييم والاستشارات والدعم بهذه المناسبة ببرامجها التوعوية والمثرية، وتستعد مؤسسة قطر الرائدة لافتتاح أكاديمية ريناد وهي مدرسة مخصّصة للأطفال المصابين بالنوع الخفيف إلى المتوسط من اضطراب طيف التوحد ومن المزمع فتح باب التسجيل للعام الدراسي 2016-2017 في مطلع شهر مايو المقبل، وستوفر المدرسة في عامها الأول بيئة تعليمية للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3-5 أعوام تقدمها نخبة مؤهلة متخصصة من معلمين وإداريّين، كما تستعد وزارة التعليم والتعليم العالي الموقرة لإنشاء مدرسة لطلاب التوحد تهدف إلى مساعدة هذه الفئة من الطلاب في الوصول إلى إمكانياتهم الكاملة، وزيادة ثقتهم بأنفسهم وتشجيعهم على تحقيق النجاح، الشاهد أن الدولة تتعهد جميع شرائح المتعلمين بالرعاية والعناية لتعزيز قدرات المجتمع على استيعاب أبنائه على اختلاف قدراتهم، ولا شك بتضافر الجهود ودعم هذه الفئة ستكتمل المسيرة المظفرة؛ إن التوحد إعاقة وليس مرضاً، يلازم صاحبه طوال حياته كما في حال أي إعاقة، وكلمة علاج بالمعنى الطبي لا يوجد حتى الآن في حالة إعاقة التوحد، لا توجد علاجات دوائية أثبتت فعاليتها حتى الآن بنسبة 100 % ولكن هناك أدوية تساهم في العلاج، وإذا وجدت علاجات لبعض الحالات فهذه عادة حالات فردية! الأدوية المتاحة تسهم في تهدئة الطالب وزيادة مناعته وربما تعالج أموراً مصاحبة للتوحد وليس التوحد! للتوحد مستويات؛ مستوى (خفيف ومتوسط وشديد)، لم يثبت حسب علمي أن للوراثة دورا في التوحد، من صفات طفل التوحد لا يحب الاحتضان والشيل وحمله بين الأذرع ولا يتجاوب مع برامج الأطفال أو ملاعبة الأم له أو مناغاتها معه، ويكثر من التحديق بالأشياء لدرجة الشك أنه لا يبصر! التوحد إحدى الإعاقات التي تعرّف علمياً بأنها خلل وظيفي عصبي في المخ، لذلك يوجد عند طفل التوحد نوع من القصور والتأخر في النمو الاجتماعي والإدراكي والتواصل مع الآخرين، ضعف التواصل يولد انعزاله وانسحابه مع محدودية فهم الأفكار وكلها من مظاهر اكتشاف طفل التوحد، وإلّا فهو يولد طبيعيا دون أي إعاقات جسدية أو خلقية، التوحد يظهر غالباً في الذكور أكثر من الإناث على كلام بعض المتخصصين وسببه في الغالب نفسي! ويستطيع طفل التوحد استكمال دراسته- من واقع خبرتي الميدانية المتواضعة لأني عايشت طلابا من هذه الفئة، وعرفت بإمكانية دراستهم في وجود تخطيط ومتابعة والتعامل بجدية من قبل والديه وأفراد أسرته وإدارته والكادر الإداري والتدريسي والإشرافي، من يعانون من اضطراب التوحد البسيط قد يمكنهم الاستمرار في التعليم العادي في وجود التنسيق والتعاون ومعرفة وتوفير احتياجات الطالب، والحمد لله أن مدارسنا الحكومية تتوفر فيها الرعاية والعناية والرقابة والدقة المتناهية والاختصاصيين الذين يتعاملون مع طلبة التوحد بحب واهتمام وإخلاص وهذه هي الميزة المحمودة في مدارسنا.
وعلى الخير والمحبة نلتقي

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
03/04/2017
1630