+ A
A -
رجل يواجه داخليا كل هذه العثرات المتعاقبة، ليس أمامه إلا الاندفاع إلى محاولة النجاح في أزمات دولية لتعويض الزلازل الداخلية التي يواجهها، اذ أن الفشل الذي يلاحق ترامب من خلال ثلاث ازمات تضرب سياساته الداخلية خلال شهرين فقط، منها ما يتعلق بالهجرة وأحدثها ما يتعلق بمحاولته اجهاض «اوباما كير» أو مشروع الرعاية الصحية كما توصل اليه الرئيس الديمقراطي السابق، قد لا يعني ذلك فقط ان الرجل يواجه بدايات صعبة مع الكونغرس، ولكنه يعني انه لا يقرأ جيدا وبدقة الانقسامات الحاصلة في حزبه والتصدعات التي تؤثر بشدة على طموحاته الداخلية،ففي كل مرة لا تكون حسابات الحقل ليست كما تقديرات البيدر، فلا يكفي ان يعد الأميركيين بقانون جديد للتأمين الصحي، لأن ذلك يقتضي أولا تغيير خريطة الرفض والقبول بهذا القانون في الكونغرس قبل معاودة التصويت عليه، وايضا لا يكفي الانتقال إلى مشروع آخر لتجريب النجاح فيه مثل محاولته المرتقبة للاصلاح الضريبي.
دونالد ترامب يحتاج لكي يبقى ان ينجح، ولكي ينجح شعاره الشهير الذي تصدر برنامجه الانتخابي: «أميركا اولا» فهو بحاجة إلى موازنات طائلة، لإنجاح مشروعه لتطوير البنتاغون الأميركي من خلال برنامج تسليحي يحسم التفوق العسكري خلال عقود قادمة لصالح الولايات المتحدة، وايضا للمضي قدما في برنامجه الرامي إلى ثورة في البنية التحتية الأميركية واعادة توطين صناعات أميركية كانت قد هاجرت إلى دول اخرى، لامتصاص فائض البطالة في أميركا، وليتسنى رفع دخول الأميركيين ولتعبئة الخزانة الأميركية من خلال الموارد الاستثنائية التي سبق ان تحدث عنها، والأخيرة هي سياسات تحوم من حولها شبهة الابتزاز لدول قد تشتري رضا العم سام بمليارات، ولكن في حالة الرئيس ترامب لا يستبعد ايضا الهروب من أزمات الداخل وتكرار التعثر فيها، إلى حروب ضد ما يسمى: «الدول المارقة».

بقلم : حبشي رشدي
copy short url   نسخ
03/04/2017
1485