+ A
A -
استغربت كثيراً من تصوير البعض لخروج المنتخب القطري من السباق على إحدى بطاقات التأهل لكأس العالم 2018 في روسيا بالصدمة رغم أن كل الدلائل كانت تشير إلى أن المنتخب لن يتأهل تلقائياً بعد ثلاث خسارات متتالية أمام إيران وأوزبكستان وكوريا الجنوبية ثم فوز بضربة جزاء على المنتخب السوري وبعده تعادل سلبي مع الصين ثم خسارة من إيران في الدوحة..
وأعرف أنني كتبت في المقالة السابقة قبيل لقاء أوزبكستان أن القطريين في غالبيتهم مدركون استحالة التأهل ولكنهم متشبثون بالأمل طالما أنه على الورق مازال موجوداً..
ولكن حتى بصيص الأمل ضاع بعد الخسارة من أوزبكستان رغم توقعات ثلاثة أرباع المحللين الفضائيين أن العنابي سيفوز ولكن اللاعبين أصروا على عكس ذلك ربما كي يقطعوا الشك باليقين ويوقفوا عذابات المشجعين الصابرين والطامحين لأول تأهل قطري لنهائيات كؤوس العالم قبل استضافتها عام 2022.
الكل مُجمعٌ على عبارة أن منظومة كرة القدم القطرية كلها تحتاج لمراجعة شاملة وأعتقد أن الكلام يجب أن لا يكون انفعاليا كالعادة لأن هذه المنظومة هي التي منحت قطر كل إنجازاتها الكروية السابقة والتي تغنّى بها الجميع لأن الجميع يعرفون ظروف هذه الكرة ويعرفون أن التجنيس كان هو الحل الأول والأمثل لتجاوز عقبات التعداد السكاني القليل.
ولكن البعض عول كثيرا على افتتاح أكاديمية أسباير التي أعتبرها صرحا حضاريا تتمناه أية دولة وحتى من الدول العريقة والمتقدمة في كرة القدم لأنها المكان المثالي الذي يتواجد فيه الملاعب والأكاديميات والتدريس والفنادق والعلاج الطبي في اسبيتار والرعاية الاجتماعية والأمن والأمان والعناية الأسرية وحتى الدراسة العلمية..
ويبقى السؤال: هل سيتم تكرار العمل بنفس المنظومة القديمة في تحضير المنتخب المشارك تلقائيا الآن في كأس العالم 2022 أم سيتم اعتماد أساليب جديدة أجزم منذ الآن أن البعض سيقول إنه لا يوجد وقت كافٍ لاعتمادها لأن كأس العالم بعد خمس سنوات فقط وهي فترة قد لا تكون كافية لبناء منتخب من الصفر.
ما يهم هو وجود ورش نقاش جدي وشفاف بين كل المعنيين والمهتمين والمشتغلين بالشأن الكروي حول مشاكل الكرة القطرية وأسباب النهوض بها بشكل جذري وفعال لا أن نسمع مجرد ردود فعل غاضبة ستهدأ بعد فترة ليست بالبعيدة.
بقلم : مصطفى الآغا
copy short url   نسخ
02/04/2017
2850