+ A
A -
وأنا صغير كانت تستهويني قراءة القصص البوليسية الممتعة والتي تحبس أنفاسك حتى تعرف طريقة كشف لغز الجريمة! وفي مرحلة الابتدائي كنت منكبا على قراءة أرسين لوبين الشخصية الوهمية التي ابتكرها الروائي الفرنسي موريس لبلان وكانت تتميز أحداث قصصه بتدرجها المنطقي وواقعيتها وكأنها حقيقة، وقد قرأت وأنا صغير العديد من القصص والحكايات الجيدة والمسلية الخفيفة الظريفة، أعشق القراءة وخاصة الخفيفة والمنعشة أحس أنها تخرجني وتحلق بي إلى عالم غير عالمنا المليء بالأحزان، وكان هناك تنوع جميل من القصص حازت على اعجابي وتقديري، وكنت أنصح زملائي وأدفعهم دفعاً للقراءة، وكان منهم من يستجيب ومنهم من يشيح بوجهه لأنه مغرم بأفلام الكرتون! الشاهد أن القراءة الواعية فيها خير كثير وتنقذ القارئ حتى من نفسه! من قريب أعجبتني قصة راشد والجريدة قصة مشوقة- وايد حلوة- خفيفة ومريحة وتلامس القلب ثمينة بمحتواها، قصة راشد والجريدة تتنفس شاعرية وبراءة طفولة، خصبة في معانيها، في مفرداتها، في ألفاظها، في إيحاءاتها، تتجلى عن موهبة أصيلة وأساليب أنيقة في الطرح، ألفاظها منتقاة وأسلوبها جميل، وغلافها أنيق إلى أبعد الحدود، قصة راشد والجريدة فكرتها تقطر رقة وعذوبة من غير أي وعورة وجفاء، وفكرتها متسلسلة هي أقرب إلى أسلوب السهل الممتنع، فكرتها اهتمت وارتكزت على أمرين هامين:
القدوة حيث يحاول الطفل راشد تقمص شخصية والده ليقرأ الجريدة، وتعلق الأطفال بحروف أسمائهم الأولى حيث يتعرف الطفل راشد طفل روضة الرشاد على حرف الراء في الجريدة ويجري معه حواراً من خياله إلى أن يتوصل إلى أهمية تعلم حروف اللغة العربية.
مؤلفة القصة مؤلفة واعدة بارعة مميزة لامعة، استطاعت أن تطرب القلوب والعقول بقصتها المكونة من 12 صفحة والموجهة للطفل وزيّنتها بلوحات معبرة بريشة الفنانة عائشة النعيمي اهتز لها الوجدان وقرأها الولدان الصغار والكبار لأنها اعتمدت على بساطة الفكرة وعذوبة الفطرة وسلمية الطرح متسمة بالوضوح في الصياغة والعبارة، قصة راشد والجريدة مؤلفتها الأستاذة فاطمة عمير الرمزاني النعيمي معلمة الأجيال الواعدة معلمة المسار الأدبي بروضة ومدرسة الرشاد التي ترفع شعار- إبداع في الفكر.. جودة في التعليم.. تميز في الأداء- 21 سنة قضتها في التعليم حاملة لواء لغة الضاد اللغة العربية في جل هذه السنوات من عمرها المهني، إننا نحيي الأستاذة المؤلفة فاطمة عمير النعيمي على قصتها والشكر موصول لروضة ومدرسة الرشاد للبنين ومديرة المدرسة لولوة خلف الكعبي ومدارس وزارة التعليم والتعليم العالي الحريصة على ترسيخ الاهتمام بمصادر التعلم والمكتبة المدرسية والكتاب كنواة أساسية لتكوين شخصية الطلاب وتشكيل قدراتهم الخيالية والجمالية والتنويرية بما يتماشى مع روح العصر، ومن هذا المنطلق تشارك العديد من المدارس في الملتقيات والمسابقات التي تعنى بنشر الإبداع أينما وجد حيث تسعى مثل هذه المسابقات إلى التعرف على كل ما هو جديد في الإبداع المقدم للطفل العربي بهدف نشره وتقديمه إلى المحافل الثقافية المتعددة الخليجية والعربية والدولية.
بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
31/03/2017
3219