+ A
A -
التقى الرئيس الاميركي دونالد ترامب اقوى سيدتين في اوروبا، فالتقى اولا تريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية،ثم التقى بعد ذلك بعدة اسابيع انجيلا ميركل المستشارة الالمانية،وجوه التشابه بين السيدتين اقل بكثير من وجوه الاختلاف،فمن وجوه التشابه ان كلتيهما ابنتان لقسيسين، أي انهما شبتا في بيئة اسرية دينية منضبطة ومحافظة، ولكن من وجوه الاختلاف الكثيرة،ان تريزا ماي لازالت حديثة جدا في موقع المسؤولية، بعكس ميركل التي نجحت بالبقاء في موقعها سنوات طوالا،كما انه من ابرز مهام تريزا ماي الحالية تطبيق الـ «بريكست» أو قيادة الخروج الآمن من الاتحاد الاوروبي،بينما من ابرز مهام ميركل الحفاظ على البيت الاوروبي من التفكك والتفسخ وتوطيد الوشائج الرابطة بين دوله.
التفاوت بين شخصيتي ميركل وتريزا انعكس بطبيعة الحال على لقاء كل منهما مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب،فمثلا استعدت تريزا لهذا اللقاء من غير وجل أو تردد،وسندها في ذلك عمق العلاقات بين البلدين، وخرجت تريزا من هذا اللقاء لتقول: اعتقد اننا انسجمنا مع احدنا الآخر» مشيرة إلى ان انتخاب ترامب كان «فوزا انتخابيا مذهلا لأنه شخص لم يكن يمارس السياسة».
أما المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل،حرصت قبل لقائها الرئيس ترامب الذي تجري في شرايينه الدماء الالمانية، على الاطلاع على أحاديث له ولقاءات معه،حتى لو كانت هذه الحوارات مع ترامب تنشرها مجلة خليعة ومنبوذة،ورغم ذلك ظهرت خلافات واضحة بين ألمانيا واميركا،وكان الاختلاف في رؤية الطرفين لملفي الهجرة والتجارة الحرة هو الأوضح.،ولهذا فاننا أمام واقع اوروبي جديد،لم تعد علاقاته مع الضفة الاخرى من الاطلسي بمثل انسيابيتها التقليدية، اذ ان شرخا في الجماعة الاوروبية مرشح للاتساع.

بقلم : حبشي رشدي
copy short url   نسخ
27/03/2017
2159